آخر الأخبار

محمية حوف.. حينما تدعوك الطبيعة للحب والحياة

محمية حوف

محمية حوف

المهرية نت - خاص
الأحد, 28 يوليو, 2024 - 07:28 مساءً

تجمع اليمن بمختلف محافظاتها سحر الطبيعة وجمالها، وفي مختلف الفصول تقدّم الطبيعة نفسها للإنسان اليمني كواحدة من أعظم النعم التي منّ الله بها عليهم، ورغم كل التحديات على مرّ العصور بقيت الطبيعة اليمنية ساحرة الجمال وآسرة القلوب وخاطفة الأنظار.

 

وفي أقصى شرق اليمن توجد محمية "حوف" في محافظة المهرة، وتحتضن واحدة من أهم وأشهر المحميات الطبيعية البرية في اليمن؛ وصولاً إلى منطقة ظفار في سلطنة عمان.

 

تقع حوف في محافظة المهرة، على بعد 1400 كم من صنعاء، وهي متاخمة للحدود مع سلطنة عمان، وتبعد عن مدينة الغيضة عاصمة المهرة بحوالي 120 كم، يحاذيها من الجنوب بحر العرب، ويبلغ طول ساحلها 60 كم.

 

وفي موسم الخريف تزدهر هذه الواحة الخضراء، ويتوجّه إلى اليمنيون خاصة سكان المهرة والمحافظات القريبة، كما يقصدها السياح وعشاق الرحلات والسفر لاكتشاف الطبيعة.

تُصنف حوف كإحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وأدرجتها الحكومة اليمنية عام 2005م محمية طبيعية، وموطنًا للعديد من الطيور والحيوانات النادرة، فضلًا عن أنها تحتوي على 250 نوعًا من النباتات والأشجار لعل أهمها شجرة اللبان العربي.

 

وتزداد محمية حوف جمالاً في موسم الخريف، حيث يغطي الغابة الضباب الكثيف طيلة ثلاثة أشهر في السنة (يوليو، أغسطس، سبتمبر).

 

حينما ترى سحر الطبيعة في محمية حوف تدرك أن تلك دعوة منها إلى كل إنسان.. تمنحه الكثير من عشق الحياة، والامتنان لما تجود به الأرض، وكل ما تجود به الأرض هو للإنسان بالدرجة الأولى.

في حوف تنتشر الغابات الكثيفة، وتكثر الأمطار، ويتنوع فيها المناخ، إلى أن يصل لأجمل موسم في الخريف، ويزيدها جمالاً التنوع البيئي الفريد في تضاريسها ونباتاتها وحيواناتها.

 

تمنح محمية حوف بغاباتها وكل طبيعتها الزائر القدرة على التمتع بصفاء الذهن، وإبطاء وتيرة التفكير، بفضل رائحة تربتها الندية، والنباتات الخضراء المورقة، والهدوء المطلق، ولها تأثير منعش على الأجسام المنهكة من ضجيج المدن ومنغصات الحياة.

 

تتزين المحمية أكثر بحلتها الخضراء المعتادة في أشهر الخريف، وتصبح وجهة سياحية فريدة لكل من يطمح لاكتشاف كنوزها الطبيعية من النباتات والحيوانات النادرة، والمناظر طبيعية في غاية الجمال.

وتنفرد المحمية بالكثير من النباتات الاستوائية منذ مئات السنين ويوجد بداخلها 250 نوعا، كما يوجد بداخلها 88 نوعا من الأعشاب العطرية وعشرة أنواع من النباتات المتسلقة وغيرها من أنواع الأعشاب المختلفة حيث تشكل نباتات المحمية 7 % من أنواع النباتات في اليمن، والمقدرة ب 3 آلاف نوع وأهمها اللبان والسدر والحومر والفيطام وغيرها.

 

ويصفها الزوار بأنها جنة أرضية جاهدت طويلا للنجاة من عبث الإنسان، لتحتفظ بتنوعها البيئي قدر الإمكان، وفي طريقك على منحنيات بساطها النباتي الأخضر تستوقفك قطعان من البقر والأبل والأغنام، وتأسرك كائناتها المتنوعة والجميلة.

 

وفيما أنت تتابع تفاصيل حياتها يقودك بعضها من البر نحو الماء لتنقلك البرمائيات كالسلاحف النادرة التي تستوطن جوفًا إلى عالم آخر من عوالم الجمال المتعددة في عالم البحر بكائناته البديعة التي تزين الحياة في المحمية وتمنحها رونقا خاصا، ليصحبك وأنت تقطع مسافات الجمال بين البر والبحر وشعور الغبطة لمن يفتحون أعينهم كل صباح على هذه المشاهد، ويقضون بقية يومهم مع تفاصيل باذخة الجمال.

وقبل أن تتلاشى دهشتك من روعة الكائنات البحرية والبرية في المحمية ستجد نفسك مشدودا نحو سيمفونية طبيعية نادرة تعزفها طيور تتوزع على خمسة وستين نوعا، منها ستة أنواع نادرة تحتضنها حوف المحمية التي يدهشك كل ما يحتويه بحرها وبرها وجوها فإذا أنت في خيال هو عين الحقيقة.

 

وأمام حقيقة يعدها من لم يرها ضربا من الخيال، فالمياه في حوف لا تكتفي بمهمتها الأساسية كمصدر للحياة، بل يجب عليك التوقف أمام ينابيع المياه العذبة، والبرك التي تتجمع فيها المياه، وتحوي أيضا مياها كبريتية تخرج من الجبال على أحد السواحل، بين منطقتي مرارة ورهن ويسميها الأهالي بالمهرية "حموه حرق" وتعني المياه الساخنة ويستخدمها الأهالي للاستشفاء من الأمراض الجلدية.

 

وتتواجد في المحمية الجميلة أنواع من الدلافين ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وتعد موقعاً مهماً لتعشيش نوادر السلاحف المدرجة ضمن قوائم الاتفاقية الدولية CITES.

وخلال الأعوام الماضية شهدت المحمية اهتمامًا واسعًا من قبل المصورين وعشاق الطبيعة، فتجد العشرات من أبناء المحافظات اليمنية يقطعون المسافات الطويلة من أجل الوصول إلى المحمية، ونقل جمالها للعالم، والتشجيع على السفر إليها وقضاء أجمل الأوقات مع عالمها الخلاب.

 

ويبدأ تساقط الأمطار على المحمية التي تعد من أكبر غابات شبه الجزيرة العربية خلال فصل الخريف، وهو الموسم الذي يشهد بداية توافد المرتادين إليها من مدن يمنية عدة.

 

ويشكّل الضباب الكثيف في قمم المحمية التي تمتد بطول 60 كم مشهداً ساحراً يأسر زائري المحافظة ذات الطقس الحار أثناء التجول بأنحائها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة.

وبالرغم من سحرها الأخاذ والأشجار الخضراء، إلا أن المرتادين يواجهون نقصاً في البنية التحتية لا سيما دورات المياه والفنادق القريبة ومحلات تقديم الوجبات الغذائية.

 

ومع حلول موسم الخريف من كل عام تنطلق دعوات المهتمين لوضع استراتيجية لتنشيط السياحة بمحمية حوف، بما يجعلها وجهة سياحية داخلية وخارجية في اليمن.

 


تعليقات
square-white المزيد في محلي