آخر الأخبار

رئيس فرنسا السابق "تنبأ" بفيضانات اليمن قبل 30 عاما

أمطار غزيرة غير مسبوقة على صنعاء

أمطار غزيرة غير مسبوقة على صنعاء

المهرية نت - متابعة خاصة
السبت, 22 أغسطس, 2020 - 02:19 صباحاً

كشفت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن توقعات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران بشأن هطول أمطار غزيرة جدا على اليمن قبل نحو 30 عاما، وذلك على وقع التغيرات المناخية التي شهدتها البلاد مؤخرا.

 

وقالت الإذاعة البريطانية، إن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها صنعاء وعدد من المدن التاريخية، تسببت في حدوث أضرار بالغة في المواقع الأثرية في المدينة القديمة من العاصمة و"ناطحات السحاب" الطينية في شبام حضرموت وغيرهما من المدن المصنفة من قبل منظمة العلوم والتربية والثقافة، "يونسكو" من بين أهم المواقع الأثرية في العالم.

 

وأوضحت أن ذلك، ما تنبأت به في أوائل تسعينيات القرن الماضي رسالة مشفوعة بتقريرٍ علمي طويل لمجموعة من الخبراء وعلماء الطقس الفرنسيين بعثها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران إلى الرئيس اليمني الراحل على عبدالله صالح وربما إلى زعماء آخرين في المنطقة يبشر ويحذر في آنٍ معاً بأن اليمن سيدخل مع المنطقة "بعد عقدين أو ثلاثة" في مرحلةٍ مداريةٍ ومناخية جديدة تجعله "بلداً مطيراً" و"شديد الاخضرار".

 

وكانت أهم توصية في هذه الرسالة أن هذا الوضع قد يستمر لمدة 400 سنة، مع توقع أن يشهد النصف الجنوبي للكرة الأرضية الوضع ذاته، وأن ينحسر مستوى المطر عن النصف الشمالي من أوروبا.

 

وكتب مراسل (BBC) أنور العنسي، "ذلك ما فهمته من ترجمة الرسالة والتقرير اللذين أرسلهما إليّ وزير خارجية صالح حينذاك عبدالكريم الارياني لصياغة خبر "ثقافي" عن الموضوع!

 

وقال إن "القضية لم تكن تحتاج إلى تأويل ديني ولا إلى تفكير خرافي لتفسيرها، ولكن لا أحد أخذ تلك الإنذارات حول خطورة المستقبل الجيولوجي لليمن وربما المنطقة بأسرها على محمل الجد".

 

وزار الرئيس الفرنسي اليمن أثناء ما كان في طريقه إلى إحدى الدول الإفريقية، حيث حطت طائرته في مطار صنعاء في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1993م في زيارة كانت الأولى والوحيدة حتى الأن لرئيس فرنسي وذلك بناء على رغبة منه، وليس بدعوة من صالح.

التاريخ بدلا من النفط

 

وخلال محادثاته مع الأخير وحفل العشاء على شرفه رسم ميتران في حديثه لمضيفيه صورة عن اليمن الذي يحب أن تراه عيون أبنائه وأصدقائه الغربيين، يمناً أخضر، يضم إلى جانب مروجه السندسية موسوعة فخمةً من المآثر والآثار.

 

لم يكتف ميتران بذلك بل أكد على رمزية حضوره في هذا التوقيت لدعم وحدة اليمن بوصفها الحاضن المؤتمن لإرث اليمن وتاريخه الحضاري.

 

وظل اليمن في نظر مستشرقيها وكبار علماء الآثار والفنانين وحتى الساسة الفرنسيين أحد المستودعات الضخمة لأهم آثار الحضارة الإنسانية.

 

وقال ميتران لصالح نفس ما سمعه الأخير من الزعماء الألمان وغيرهم من الأوروبيين: "ثقافتكم وتاريخكم وآثاركم هي رهانكم الوحيد، لا تنشغلوا بالاستثمار في النفط فليس لديكم ما تجارون به السعودية ومنطقة الخليج".

 

لم يكن ليلتها من الحاضرين في حضرة ميتران وفي وجود صالح من هو قادر على تذكير الضيف الكبير بأن اليمن بلدٌ فقير، ويحتاج إلى مساعدة فرنسا لمواجهة التحدي المناخي القادم مادياً وعلمياً.

 

لكن الأهم وفقا للعنسي، أن النبوءات تحققت إذ من كان يتصور أن نرى صنعاء ومدناً أخرى في الجزيرة العربية مهددة بمزيد المنخفضات الجوية، وتتساقط الثلوج حتى على مدن صحراوية منها، بينما لم نعد نرى الثلوج في لندن وباريس وغيرهما منذ أعوام. ولا نرى أمطارا بغزارة ما يهطل على أغلب مدن اليمن والجزيرة، بل من المرجح أن نشهد مزيداً من تغيرات المناخ الأخرى بسبب استمرار ذوبان القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.

 

أكثر ما يلفت النظر في الحالة اليمنية أن جزءا من كبد التاريخ تجرفه كل عام سيولٌ غاشمة لا تعرف سور صنعاء القديمة، ولا حجارة بيوتها العتيقة ولا قيمة زخارف مساجدها التاريخية، ولا أهمية مخطوطات مساجدها النفيسة. وما يسيل من شوارع صنعاء وغيرها من مدن البلاد ليس مجرد سيول، بل دمها الثقافي، حكايات أهلها ، تراثها، والزمن الذي عاشه أهلها.


تعليقات
square-white المزيد في محلي