آخر الأخبار

مواطنون في تعز يجبرون على العيش قرب خطوط النار هروبا من الإيجارات المرتفعة (تقرير خاص)

حي قريب من خطوط المواجهات بالجبهة الشرقية.. تصوير حسام القليعة.. أرشيف

حي قريب من خطوط المواجهات بالجبهة الشرقية.. تصوير حسام القليعة.. أرشيف

المهرية نت - رهيب هائل
السبت, 28 أكتوبر, 2023 - 09:37 صباحاً

تشهد مدينة تعز ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الإيجارات، الأمر الذي جعل الكثير من السكان لا يحصلون على بيت مناسب لدخلهم المحدود؛ إذ يترواح سعر الشقة الصغيرة بين50 إلى 80 ألف ريال في الوقت الذي يصعب الحصول عليها في الكثير من الأحيان. 

 

واضطر الكثير من المواطنين إلى العيش بالقرب من خطوط التماس وفي المناطق التي تقع تحت قناصة الحوثيين، وذلك بسبب أن السكن فيها لا يتطلب إيجارًا أو أن الإيجار فيها يكون أرحم من المناطق الآمنة بكثير.

 

 

وهناك الكثير من المناطق التى تهافت إليها المواطنون للسكن فيها خلال الفترة الأخيرة على الرغم من خطورة العيش فيها.

 

 ويرى مواطنون أن العيش في هذه المناطق أرحم بهم من العيش في غيرها موكلين أمرهم إلى الله، راضين بما سيأتيهم.. يدخلون بيوتهم بحذر ويخرجون منها بحذر، ولا يشعلون الأضواء في الغرف التي يراها الحوثيون بحسب قولهم.

 

*خوف وحذر

"مكان البيت الذي أسكن فيه شبه آمن، لكن الطريق إليه ليس آمنا كليًا.. نمشي فيه بحذر وخوف، خصوصًا في وقت النهار" ، هكذا يقول المواطن محمد الصبري في حديثه لـ" المهرية نت".

 

ويسكن الصبري هو وأسرته منذ سنوات في منطقة صالة، الأكثر تعرضًا لقناصة الحوثي والمزروعة بالألغام التي ما تزال تحصد أرواح الأبرياء.

 

 وأضاف" نحن لجأنا إلى العيش هنا بعدما تم رفع الإيجار من قبل صاحب الشقة التي كنا نسكن فيها في " حي الجمهوري" فقد تركَنا المؤجرُ بين خيارين إما أن ندفع ثمانين ألف ريال شهريًا أو نخرج ليؤجرها لغيرنا".

 

وأردف الصبري" نسمع أصوات الرصاص وهي تمر من فوق سطح منزلنا، لا نصعد للسطح إطلاقًا خوفًا من أن يتم قنصنا من قبل الحوثيين.. أطفالنا لا يخرجون إلى الشارع إلا للضرورة القصوى، لم يعودوا يلعبون في الشارع كما كانوا في الحي الأول".

 

وتابع" ما يزال الحوثيون يطلقون النار على الذاهب والآيب في هذه المنطقة ولولا حذر الناس وحرصهم على سلامتهم لفقد الكثير منهم أرواحهم.. وما يزال عدد الضحايا في هذه المنطقة بكثرة إما عن طريق القنص أو عن طريق القذائف".

 

وواصل حديثه " تنمى على الأقل أن تنخفض الأسعار لنعيش في أمن معيشي، وأن نحصل على فرص عمل بها دخل مناسب لنخرج أسرنا من هنا، لكي نخرج ونحن مطمئنين على أهلنا حتى نعود، وأما نحن اليوم فنعيش بقلق مستمر".

 

 

*حياة بعيدة عن الأمان 

وتعيش الكثير من الأسر في حي الكنب شرق مدينة تعز، الحي الذي ما تزال قذائف الحوثيين تستهدفه وتذهب العديد من الضحايا فيه أغلبهم من الأطفال الأبرياء، والذي شهد العديد من المجازر التي ارتكبها الحوثيون لعل أبرزها ما حدث في 2021/10/31 عندما قصف الحوثيون الحي بقذيفة هاون فوقعت في شارع يلعب فيه الأطفال أدت إلى مقتل ثلاثة أشقاء وإصابه خمسة آخرين بينهم الشقيق الرابع للثلاثة الشهداء.

 

 في السياق ذاته، يقول سلطان أحمد" لي قرابة خمس سنوات أعيش في هذا الحي، نعيش الكثير من الخوف على أسرنا لكنا لم نجد بديلا من العيش هنا، بسبب ارتفاع أسعار الشقق المؤجرة وجشع أصحاب البيوت.. نحن هنا نعيش على الأقل.. فلا أحد يطرق علينا الباب يطلب المال الكثير، رأس كل شهر، ولا أحد يشترط علينا شروطا لا نطيقها".

 

*نوافذ من قطع الكرتون

 

وأضاف أحمد لـ" المهرية نت" أن البيوت التي نسكن فيها قد أصابتها الحرب بالكثير من الإصابات، أغلبها لم تعد تمتلك نوافذ زجاجية، استبدلها السكان بأغطية إما من الخشب أو بطقع من الكرتون أو سدوها بالبلوك وهؤلاء هم الأسعد حظًا ".

 

وأردف" في الصيف هنا تكثر الأمراض بسبب انتشار البعوض ودخوله للبيوت من الثقوب التي تملأ النوافذ والأبواب، وفي فصل الشتاء يزداد البرد قساوة علينا لا سيما على الأطفال".

 

وتابع" أما القذائف فلها حكايتها الأخرى والتي ربما تنشر في وسائل الإعلام في حصر عدد الضحايا، وكذلك الألغام التي تحصد أرواح الكثير من الأبرياء أو تصيبهم بإعاقة دائمة؛ بسبب أن المنطقة لم تطهر بعد من الألغام، وهناك من الذين تذهب بهم أقدامهم بعيدا إما للرعي أو للاحتطاب فيكون ضحية بين لحظة وضحاها".

 

ومضى قائلا " أملنا الوحيد هو أن تتحسن الأوضاع المعيشية التي أجبرتنا على العيش هنا، وأن تنتهي الحرب اللعينة هذه وأن تطهر المناطق من الألغام لأجل أن تكون الأرض آمنة، والعيش فيها بغير قلق أو توتر".

 

 

 

بدورها، تقول أم محمد الذبحاني" كان لنا بيت في القرب من وادي صالة، في منطقة تطل عليها تبة السلال، وتعرض بيتنا لقذيفة حوثية دمرت سقفه بالكامل.. نحن كنا قد نزحنا لمنطقة بين حي الحارثي ووادي صالة".

 

وأضافت لـ"المهرية نت" أن البيت الذي نعيش فيه شبه آمن ونحن نعمل بكل ما أوتينا من حرص على سلامتنا، لكن الطريق إلى البيت في السابق لم يكن آمنًا بالشكل المطلوب.. تصل له قناصة الحوثي باستمرار. 

 

وأردفت" قبل خمس سنوات كان ابني محمد عائدًا إلى البيت عند الساعة الخامسة قبل المغرب، أصاب القناص الحوثي- المتمركز في تبة السلال- برصاصة اخترقت رقبته ومات على الفور، بعد هذه الفاجعة عندنا إلى قريتنا في ذبحان وما كان لنا من خيار بعد أشهر إلا العودة إلى هنا".

 

وتابعت" الآن كثر الناس في هذه الحارة التي نسكن فيها، وجوه كثيرة جديدة نراها بين فترة وأخرى، الناس ما عادوا يقدرون على دفع تكاليف الإيجارات الباهظة، وكذلك دخل النازحون إلى مدينة تعز بكثافة حتى اضطر البعض إلى السكن في هذه الأماكن الخطرة هروبًا من غلاء المعيشة وتكاليف الإيجار".

 

وواصلت" قام أصحاب الحارة بوضع البراميل الحديدية والأبواب المستعملة والخزانات التالفة في الطرقات حواجز واقية من ضربات القناص وستائر لا تظهر المارة إلى منطقة السلال، لكن على الرغم من ذلك ما تزال القناصة تستهدف الحي بشكل متكرر".

 

 

 ويعرض الكثير من المواطنين في تعز حياتهم للخطر في العيش بهذه المناطق، وذلك هروبًا من الأماكن التي يكلف العيش فيها أثمانًا باهظة وهم غير قادرين على دفعها.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية