تنفرد محافظة المهرة الواقعة شرقي اليمن، بمواقع تاريخية فريدة وتراث عريق خلده الإنسان المهري منذ آلاف السنين.

ومن بينها مديرية قشن التي تعد واحدة من أقدم المدن التاريخية، التي مرت بوقائع وأحداث، بداية بالغزو الإفرنجي والبرتغالي ومن ثم العثماني إلى حين سقوطها على يد الجبهة القومية في الستينيات من القرن الماضي.

ومن الوقائع التي لا تزال شاهدة على عراقتها، مقبرة ليبن التي تبعد عن المدينة عشرة كيلو متر غربا عند ميناء قشن.

يقول سعد الجدحي المدير العام لمديرية قشن سابقا: إنها كانت مقبرة كبيرة منذ القدم وفيها قبور لأجانب وافتهم المنية هناك، وكان ميناء قديم ويستقبل الناس من الشرق والغرب، لافتا إلى أن الروايات تقول إنه كان يتم دفنهم مع ممتلكاتهم ومقتنياتهم.

ويقول السكان إن المقبرة تحوي مئات القبور الغريبة التي لا يعلم إلى اليوم من فيها وإلى متى يعود تاريخها حيث يوجد فيها قبور يتعدى طول البعض منها الخمسة أمتار، إضافة إلى وجود قبور أخرى ليست باتجاه القبلة، كما هو معروف لدى المسلمين.

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن تلك المقابر يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام حيث كانوا في الجاهلية يدفنون الشخص مع مقتنياته وأمواله حسب العادات والتقاليد وقتها مما جعلها بهذا الطول.

وتشير مصادر تاريخية أخرى إلى أن هذه المقابر تعود للشهداء الذين تصدوا للغزو البرتغالي إبان غزوهم للمهرة وسقطرى.

يقول الناشط الاجتماعي رشاد مبارك سلوم إن قشن تحتوي على مقابر قديمة في عدة أماكن، وعندما وصل إليها ضمن فريق بحثي وجدوا بعض القبور حجمها كبيرا قد تصل إلى ثلاثة أو خمسة أمتار، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه المقبرة بحاجة إلى من ينظر إليها ويهتم بها ويحافظ عليها ويرتبها.

وأوضح أن كل تلك المعطيات التاريخية تعطى هذه المقبرة دلالة واضحة على عمق التاريخ المهري القديم والذي تعرض معظمه للإهمال والتحريف حيث تحتاج هذه المقبرة إلى اهتمام من قبل الجهات المعنية والرسمية وكذلك التجار والمواطنون من أجل الحفاظ عليها وتسويرها والبحث أكثر في تاريخ المقبرة وتاريخ المهرة بشكل عام.