آخر الأخبار
أولى ليالي رمضان بغزة.. خيام تغوص بالأمطار ونازحون في العراء

السبت, 01 مارس, 2025 - 01:22 مساءً
استقبل نازحون فلسطينيون في قطاع غزة أولى ليالي شهر رمضان وسط ظروف إنسانية قاسية حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها في ظل المماطلة الإسرائيلية بإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة لتحسين أوضاعهم المعيشية وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
ومع ساعات السحور، تسربت مياه الأمطار إلى داخل الخيام مبللة ممتلكات وأمتعة النازحين، ما أجبر العديد منهم خاصة الأطفال والنساء على مغادرتها دون وجود مأوى بديل يقيهم البرد القارس.
في الوقت ذاته، وجد الفلسطينيون الذين اضطروا للعودة إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة، أنفسهم وسط المياه المتسربة من الأسقف والجدران المتصدعة دون وجول أي وسائل تحميهم من قسوة الطقس.
كما غرقت الشوارع بمياه الأمطار، فيما حاولت فرق الطوارئ والإنقاذ التابعة للبلديات التعامل بقدراتها المحدودة في ظل نقص الآليات والإمكانيات جراء التنصل الإسرائيلي عن تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف النار بغزة ، بحسب المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا للأناضول.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل دمرت خلال أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية نحو 88 بالمئة من البنى التحتية في القطاع بما فيه من منازل ومستشفيات ومؤسسات حيوية وخدماتية.
**ضعف الإمكانيات
وفي ظل الأزمات الإنسانية المركبة جراء منع إسرائيل دخول البيوت المتنقلة ونقص المعدات والآليات الثقيلة اللازمة للتعامل مع الكارثة، فإن الأوضاع المعيشية للنازحين تتفاقم، بحسب مهنا.
وتابع: "النازحون يواجهون مصيرهم وحدهم، ورغم كل المطالبات الاحتلال ما زال يعرقل دخول مستلزمات الإغاثة للمتضررين مما يترك عشرات الآلاف منهم في العراء تحت الأمطار والبرد".
وأوضح أن أولى ليالي رمضان تحولت من أوقات للسكينة والعبادة إلى ساعات من البرد والمعاناة.
وذكر أن فرق البلدية تحاول التعامل مع تداعيات الأحوال الجوية رغم الإمكانيات المحدودة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الدمار الهائل وانعدام الموارد.
وقال حول ذلك: "إسرائيل تحرم شعبنا حتى من أبسط مقومات الحياة، بينما نحن في بلدية غزة وباقي البلديات نحاول بقدراتنا المحدودة التخفيف من المعاناة".
وشدد على ضرورة وجود تدخل عاجل للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع الكارثة.
**أزمة متفاقمة
تأتي هذه الأحوال الجوية القاسية في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة، بسبب القيود الإسرائيلية المشددة المفروضة على القطاع ونقص المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية والإنسانية، وسط تدهور في الأوضاع الصحية للنازحين، بحسب مهنا.
وسبق وحذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية في ظل افتقار النازحين لأبسط مقومات الحياة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/ شباط الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك، حيث يريد تمديد المرحلة الأولى فقط.
إذ يخشى نتنياهو دخول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي يضم وزراء من اليمين المتطرف رافضين لتلك الخطوة.
وتشرف المرحلة الأولى من الاتفاق على الانتهاء بنهاية السبت، دون اتفاق على دخول المرحلة الثانية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
