آخر الأخبار

أطفالُ تعز والمفرقعات النارية.. بين الاحتفال والخطر! (تقرير خاص)

أطفالُ تعز والمفرقعات النارية.. بين الاحتفال والخطر

أطفالُ تعز والمفرقعات النارية.. بين الاحتفال والخطر

المهرية نت - إفتخار عبده
الأحد, 16 فبراير, 2025 - 05:40 مساءً

ما إن تبدأ ليلة النصف من شعبان إلا وتبدأ معها أصوات المفرقعات النارية داخل شوارع وحواري مدينة تعز، فالأطفال يعبّرون عن سعادتهم باقتراب شهر رمضان باللعب بهذه المفرقعات التي أصبحت جزءًا من طقوس الاحتفال والترحيب بالشهر الكريم.

 

ويحدث تنافس كبير بين الأطفال أيهم يشترى كمية أكبر، ويلعب بكمية أكبر، دون معرفتهم للمخاطر الناجمة عن هذه المفرقعات التي قد تُحدث لهم مشاكل جسيمة عن طريق اللعب بها بطريقة عفويةٍ عشوائية.

 

هذا الأمر أصبح لافتا ومقلقًا للكثير من أولياء الأمور؛ إذ بات ميول الأطفال إلى اللعب بالمفرقعات كبيرًا، ورغبتهم تجاه ذلك كبيرة بحيث لم يستطع البعض منع أطفالهم من شرائها.

 

ويستغل بعض التجار هذه المناسبة لزيادة أرباحهم، فيقومون بعرض المفرقعات النارية في واجهات محلاتهم وفي بقالاتهم داخل الحواري، دون الاهتمام بتوعية الأطفال وأهاليهم بمخاطرها.

 

وتتسبب المفرقعات النارية في العديد من الإصابات بين الأطفال، منها: الحروق والتي  تعتبر من أكثر الإصابات شيوعًا عند اللعب بهذه المفرقعات، وكذلك إصابات في العين أو الأذن؛ نتيجة أصوات هذه المفرقعات عن قرب، كما أنها قد تثير الفزع في الأوساط، خاصة في المناطق القريبة من خطوط النار والتي تشهد بين فترة وأخرى ضربات للقناصين.

 

بين البراءة والخطر

بهذا الشأن يقول عبد الرحمن العديني"عاقل حارة الضربة بشارع جمال وسط مدينة تعز" انتشر استخدام المفرقعات النارية  بين الأطفال في أحياء المدينة، احتفاءً بقدوم شهر رمضان، فتلاحظ في جميع الحارات داخل المدينة الأطفال  يلعبون بها مبتهجين ولا يعلمون ما مدى خطورتها إذا ما وقعت على أحدهم فأقل ضرر يمكن أن تسببه هو الحروق".

 

وأضاف العديني "اليوم الشعب لم يعد ينقصه آلام هذه الألعاب ومخاطرها الجسيمة التي قد تلحق بالأطفال وخاصة أنهم يشعلون هذه المفرقعات ويرمونها كلٌ باتجاه الآخر من أجل الضحك أو المزاح وقد يتحوّل هذا المزاح إلى كارثة".

 

وتابع "نحذر جميع الأهالي وأفراد المجتمع سواء في حارتي أو غيرها  بضرورة التوقف الفوري عن استخدام هذه المواد الخطرة؛ فهذه المفرقعات ليست ألعابًا؛ بل إنها  تشكل تهديدًا كبيرًا على السلامة العامة وصحة الأطفال بشكل خاص".

 

وأردف "ينبغي القضاء على هذه الظاهرة قبل فوات الأوان؛ فاليوم يستخدم الأطفال هذه المفرقعات من أجل الشعور بالفرح واللهو بها، وقد يتوسّع الأمر ويستخدمونها عند المزاح وعمل المقالب الترفيهية، أو قد يستخدمونها في الانتقام من أصدقائهم الذين يتسببون لهم بأي نوع من الإزعاج وكل هذا له ضرره الكبير".

 

وواصل: "هذه المفرقعات تشكل إزعاجا كبيرا للكبار ويتضرر منها  الصغار، فهناك إصابات تحدث كالحروق وغيرها إثر اللعب بها، ولهذا نتمنى من التجار على الأقل ألا يستوردوا بضاعةً جديدة منها إلى محلاتهم حتى لا يجدها الأطفال بسهولة، وعلى أولياء الأمور أن يوعوا أطفالهم بمخاطرها ويشجعونهم على اللعب بغيرها".

 

دعوات للتحرك والحد من هذه الظاهرة

في السياق ذاته يقول طلال الشرعبي "رئيس اللجنة المجتمعية بحارة غزة وسط مدينة تعز"  يستقبل الأطفال شهر رمضان المبارك بشكل آخر؛ فهناك ظاهرة ملفتة بل ومخيفة انتشرت بين أطفال حارات مدينة تعز؛ إذ شاهدنا ما حدث في الشعبانية من استخدام مفرط للمفرقعات النارية من قبل الأطفال".

 

وأضاف الشرعبي لـ"المهرية نت" استخدام المفرقعات النارية بين الأطفال لم يقتصر على ليلة النصف من شعبان، بل إنهم مستمرون باللعب بها وسط الحارات وبشكل مقلق ليس لأولياء أمور من يقتني هذه المفرقعات؛ بل حتى لأولياء أمور الأطفال الذين يمرون في الحارات ويشاهدون ذلك، فقد أصبحت الظاهرة فيها تنافس بين الأطفال وحسد كبير".

 

وأردف: "هذه الظاهرة تنتج عنها أضرار وإقلاق للسكينة العامة ناهيك عما تحدثه من أضرار سواء صحية أو مالية على أرباب الأسر الذين بالكاد يحصلون على قوت يومهم ويأتهم طمع أطفالهم بمثل هذه الألعاب التي لا فائدة منها".

 

وتابع "اللعب بالمفرقعات يحدث إزعاجا  لمن هم في بيوتهم يحتاجون لقليل من الراحة والهدوء، إزعاج لكبار السن ولطلاب المدارس الذين يذاكرون دروسهم".

 

وشدّد الشرعبي بقوله "على  أولياء أمور الأطفال أن يسعدوا أطفالهم بأشياء تجمع بين المتعة والفائدة وأن يحذروهم من اللعب بهذه الأشياء ويوضحوا لهم أنها قد تحدث لهم مشاكل لا تحمد عقباها كفقد النظر أو السمع أو حتى إصابتهم بالحروق التي تسبب لهم الآلام".

 

 وواصل: "يجب أن تحدث مراقبة للتجار الذين يبيعون هذه المفرقعات ومنعهم من ذلك، فهناك أشياء  أخرى يستطيعون بيعها والكسب من ورائها بعيدا عن إحداث الفوضى والقلق للناس".

 

وأكّد "يجب على عقال الحارات وأقسام الشرطة أن يتعاونوا جميعا في وضع حدٍّ لهذا قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة، وذلك  عن طريق التوعية و عقد الندوات و توزيع المنشورات وكل ما يرونه مناسبًا  للتوعية ضد هذا الخطر الذي قد لا يراه الناس خطرا ويتعاملوا معه بسلاسة ومرح".

 

قلق وخوف على الأطفال

بدوره يقول المواطن محمد صالح" هذه المفرقعات علت أصواتها منذ الاحتفال بليلة الشعبانية والأطفال  مستمرون باللعب بها سواء بعد  عودتهم من المدرسة أو بعد العصر أو في المساء".

 

وأضاف صالح لـ" المهرية نت" المؤسف في الأمر أن الأطفال يشعلون هذه المفرقعات ويرمون بها تجاه أصدقائهم عنوة والآخرون يقومون بالهرب وبعدها تصدر الضحكات وهم لا يعلمون ما مدى خطورة ذلك؛ إذ إن بعضهم يلعب بها داخل المنزل وقد يؤدي ذلك إلى احتراق المنزل إذا ما وجدت مراقبة من قبل الأهل".

 

وتابع" لم أستطع منع أطفالي من اللعب بها، يوم أمس اكتشفت أنهم احتفظوا بمصروف المدرسة من أجل شراء هذه المفرقعات واللعب بها بعد العصر وسط الحارة، والمؤسف أنه إذا منعنا أطفالنا من اللعب بها فأصحاب البقالات يعرضونها على الواجهة".

 

وواصل: "يجب أولا منع بيع هذه المفرقعات في البقالات داخل الحارات، وينبغي على السلطة المحلية والجهات الأمنية إنزال قرار بذلك فلو جاء القرار من الأعلى سيكون له تأثيره الكبير أما نحن نشعر بالقلق فقط ولا نستطيع تغيير أي شيء".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية