آخر الأخبار

ثورة فبراير.. حلم التغيير المتجدد في ظل الانتكاسات والمؤامرات ( تقرير خاص)

المهرية نت - خاص
الثلاثاء, 11 فبراير, 2025 - 10:37 صباحاً

تحل الذِكرى الـ14 لثورة 11 فبراير الخالدة كمناسبة وطنية راسخة في تاريخ اليمن الحديث؛ باعتبارها التجسيد الحقيقي والأنقى لمفاهيم الحرية والكرامة المطلقة، وتعود الذكرى الرابعة عشرة لثورة فبراير في وضع مليء بالاضطرابات والفوضى، التي خلقتها الثورة المضادة؛ في محاولة لتفتيت البلاد، وتحويلها إلى ساحة صراع لا نهائي بدون أفق للتسوية والحل.

 

 

ثورة فبراير، التي أثبتت عمق أصالة الشعب المتعطش للسلام، وما وُجد السلام بعد، وأظهرت طابع الكيانات الطامعة في البلاد، حاملة الحلم محفوفا بالانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة، غير أن القوى الإقليمية والكيانات المنقسمة، وسكوت النخبة في الداخل حولها لأزمة, من أجل إعاقة التغيير وإبقاء اليمن في دوامة النزاع والعنف اللا متناهي.

 

وتستمر المؤامرات التي تحاك في طهران والرياض وأبوظبي ضد ثورة فبراير، فالشرعية التي ارتمت في أحضان دولتي التحالف السعودي الإماراتي تعاني اليوم من سلب قرارها السياسي، وكل هذه العوامل تعيد وهج فبراير كمشروع وطني ضد الطائفية والتشطير والتبعية.

 

 

الحلم الذي لم ينطفئ

 

أكد مجلس شباب الثورة أن إرادة التغيير لا تُهزم وأن الأنظمة الاستبدادية مهما تجبرت ومهما بدا تماسكها واستمرارها في الحكم، فإن مصيرها السقوط أمام عزيمة الشعوب التواقة للحرية والكرامة, وأشار بيان المجلس إلى تزامن الذكرى الرابعة عشرة لثورة 11 فبراير مع انتصار إرادة الشعوب الحرة، من إسقاط الطاغية في سوريا إلى انتصارات السودان الشقيق.

 

وعبّر البيان عن أسفه لأن تحل هذه الذكرى واليمنيون يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات المعيشية والاقتصادية، في ظل انهيار العملة، وانعدام الخدمات، وعجز الشرعية عن إدارة مناطقها.

 

وقال البيان إن "التدخل الخارجي في القرار السيادي اليمني رفضه اليمنيون في فبراير، وسيظلون يرفضونه ويدينون أي قوى يمنية ارتهنت أو ساومت على حساب المصالح الوطنية، وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني والسعودي والإماراتي، وأدواتهم في الداخل.

 

وأكد أن "فبراير لم يكن لحظة عابرة، بل مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب في الأرض والسلطة والثروة، ومحاسبة كل من أجرم في حقه".

 

وتابع: "فبراير ليس مشروعا عائليا أو مناطقيا أو مذهبيا أو فئويا، فجوهره مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الحق المطلق في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وعزلهم".

 

رفع ثوار فبراير شعار الثورة الذي خرج تحت مظلته ملايين اليمنيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية والطائفية، يبحثون عن الدولة المدنية دولة المواطنية والنظام والقانون، التي لم يتحقق من أهدافها إلا القليل حتى بعد مرور سنوات من انتفاضتها، إلا أن حلمهم ما يزال حيا.

 

استهداف ممنهج

 

الثورة التي انطلقت مدوية من أجل الحرية والكرامة واجهت دسائس داخلية ومؤامرات خارجية، حاولت النيل منها وكبح جماح التغيير إلا إن الآمال بتحقيق أهدافها لا تزال قائمة على الرغم من كل التحديات الراهنة.

 

 

ففي ذكرى ثورة 11 فبراير، وبعد مرور 14 عاما عليها، فإن ما آلت إليه أوضاع البلاد لا يدهش الناشط في ساحة التغيير سابقاً، "فهد علي"، بل كان يتوقعه.

 

 ويقول فهد في حديثه لـ"المهرية نت"، أنه بنى توقعه هذا على كون الرئيس السابق صالح لم يبنِ دولة طوال فترة حكمه، وإنما زرع حقل ألغام، عمد إلى تفجيرها بعد تجريده من الحكم، حتى يوهم الشعب أن الوضع في فترته كان بخير".

 

ويتابع: "بعض أجهزة الدولة ظلت مرتبطة برموز النظام البائد، ودفعت بأعداد كبيرة من الموالين لها إلى الانخراط في صفوف جماعة الحوثي؛ كي يسهل لهم عملية الاستهداف والانتقام، والواقع الذي تعيشه اليمن، منذ سنوات، هو أبرز تحدٍ واجهته ثورة فبراير".

 

وزاد: "اليمنيون في كل المحافظات خرجوا لإسقاط النظام الفاسد والفاشل، واجهنا أجهزته الأمنية سلمياً، نجحنا في خلعه للأبد، فعاد لاستهداف ثورة 11 فبرير، بكل وسائله وأدواته لصنيعة هذا الخراب والدمار في البلاد، كحالة انتقام من الثورة ورموزها، هو من أوصل الأوضاع إلى هذا المستوى، ثأراً من إرادة اليمنيين الذين سحقهم نظامه".

 

واردف: "ما وصلنا إليه اليوم فوضى وانهيار للدولة هو بسبب تحالف النظام السابق مع جماعة الحوثي، وتسليم مؤسسات الدولة بأمنها وجيشها للمليشيا، بدعم وتآمر إقليمي -للأسف الشديد- وليس بسبب ثورة فبراير، والجميع يعرف ذلك جيدا، لكن هناك من يتناسون، ويتهم ثورة فبراير ظنا منهم بأنهم قادرون أن يؤثروا على حقيقة ونُبل ثورة فبراير".

 

الباحث في قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء، "محمد عمر "، يقول لموقع "المهرية نت: "أطراف الصراع الحالي كلها شاركت في عملية التآمر الكبيرة، التي جرت، ضد ما حققه ثوار 11 فبراير، من بينها أجهزة النظام القديم، سارعت في زعزعة الاستقرار، وتقوية نفوذ جماعة الحوثي عسكرياً، ودعمتهم بضباط مدربين وأسلحة، ولعبت دول إقليمية دوراً كبيراً في استهداف عملية تغيير النظام في اليمن، وحولت نجاح الثورة إلى فوضى".

 

الثورة مستمرة

 

بعد مضي 14 عاماً لا يزال الكثير من شباب ثورة اليمن متمسكين بها وبأهدافها، كالناشط خالد مفتاح، الذي يقول لـ"المهرية نت": "إن هذه الثورة حاضرة في ذاكرة اليمنيين، ومعظم من شاركوا فيها متمسكون فيها رغم كل الإرهاصات التي مرت بها, والثورة ما تزال مستمرة بأهدافها السامية ومقاومتها الباسلة التي تقارع فلول الظلم والكهنوت ودعاءة التشطير".

 

ويضيف: " مع تعاقب السنوات، وفي ظل الصراع الذي تسبب به الانقلاب الحوثي والتدخل السعودي الإماراتي، هناك من يعتقد أن الثورة انتهت، لكن الشباب الأبطال المؤمنين بالثورة متواجدون في الساحات، ويؤكدون أن ثورة فبراير لا تزال حية ومستمرة".

 

وتابع: إذا كان هناك من قوة معنوية داخل اليمن، وإذا كان هناك من ضمير سياسي داخل البلد، ومن تيار يدافع عن القيم العليا وعن مصير الشعب، فهم شباب فبراير، بل إنها تشكل تيارا فاعلا على المستوى العسكري، فالشباب الذين خيبت آمالهم، ورأوا انهيار الدولة اليمنية، والتآمر الذي حدث، لم يقعدوا للتفرج أو للتباكي، بل انتشروا مباشرة".

 

 وأردف: "الشباب لا زالوا يدافعون عن ثورتهم فهم أول من أنشأ نواة المقاومة بعد أن خانت الرتب العسكرية قسمها الوطني، وهم أول من أنشأ نواة المؤسسة العسكرية بعد أن خان الجيش مبادئه وتحول من جيش ظل سنيناً يستعرض قوته إلى جيش تحطم في ليلة واحدة".

 

وزاد: " الثورة لم تجهض بعد؛ فهي ما زالت قائمة بمقاومتها الانقلاب ومشاريع التشطير، لا تموت الثورة إلا في حالة واحدة فقط وهي حينما تمر الذكرى ولا يخرج الشباب والشعب احتفالاً بها، لكن ما يحدث اليوم في المهرة ومارب وتعز وغيرها، يوضح أكثر أن ثورة فبراير ما تزال مستمرة وستظل حتى تحقق بقية أهدافها".

 

ورغم هذا الواقع البائس، فقد احتفل اليمنيون في عدد من المحافظات بذكرى الثورة، وأوقدوا شعلتها في تعز ومأرب، وأقام الطلاب اليمنيون في عدد من البلدان فعاليات احتفائية بالمناسبة، في مشهد يجسد الانتماء إلى هذه الثورة، التي تمثل –رغم طارئ الفوضى- محطة مهمة في العبور نحو دولة مدنية وديمقراطية.

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية