آخر الأخبار

ما وراء انتشار الوفيات جراء الأزمات القلبية في اليمن؟ ( تقرير خاص )

مرضى في مرفق صحي يمني_ارشيف

مرضى في مرفق صحي يمني_ارشيف

المهرية نت - إفتخار عبده
الخميس, 23 يناير, 2025 - 09:56 صباحاً

 " كان زوجي ذاهبًا لعمله، وسقط في الطريق مغشيا عليه، وتوفى بسبب أزمة قلبية كما قيل لي ذلك اليوم" بهذه العبارة تبدأ أم محمد شرح قصتها المأساوية جراء وفاة زوجها بأزمة قلبية مفاجئة.

 

وتسكن أم محمد البالغة من العمر( 35 عاما ) في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن مع أسرتها المكونة من ثلاثة أفراد.

 

وخلال الفترة الأخيرة تكررت أنباء الوفيات المفاجئة، الناتجة عن الأزمات القلبية المعروفة بالسكتة القلبية أو الذبحة الصدرية، خاصة مع انعدام الوعي الصحي، وتدهور الأوضاع المعيشية لدى اليمنيين.

 

وبحسب تقارير طبية متخصصة فإن: " انتشار الأزمات القلبية، هي نتيجة لانتشار داء الشريان التاجي، المؤدي للوفاة في اليمن".

 

 

تواصل أم محمد حديثها لـ" المهرية نت" بكلمات ملؤها الألم قائلة:" لن أستطيع أن أنسى ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت به زوجي، البالغ من العمر 39 عاما وأصبحت وحيدةً مع أطفالي دون سابق إنذار بسبب هذا الداء المفاجئ".

 

وبسبب تدهور الأوضاع المعيشية وغياب فرص العمل ومحدودية الأعمال، أصبح المواطن اليمني غير أبهٍ لنفسه إن تعرض لوعكةٍ صحية أو غيرها.

 

ومع تضاعف المرض، وعدم زيارة الطبيب، بالإضافة إلى الإهمال الكبير في جانب التغذية السليمة، يتعرض مئات اليمنيين للوفاة بسبب هذا المرض.

 

 

تضيف أم محمد" قبل سنوات أصيب زوجي بضعف في نظره وكان يغيب عن الوعي بين زمن وآخر، ونتيجة لذلك أجرى بعض الفحوصات التي وضحت له أنه مصاب بمرض الكوليسترول وأنه يجب عليه أن يستخدم دواءه بانتظام".

 

وتابعت" الظروف المادية لا تخفى على أحد والدواء الذي كان يستخدمه كان غاليًا بالنسبة لزوجي؛ فهو عامل بالأجر اليومي، أحيانا يحصل على فرصة عمل وفي الكثير من الأحايين لا يحصل على أي فرصة عمل، الأمر الذي دفعه لترك استخدام العلاج موكلًا أمره لله تعالى". 

 

وواصلت" كنت أصر عليه في الكثير من الأوقات أن يشتري العلاج ويستخدمه، وكان متكاسلا بهذا الجانب، كان يرى أن هناك ما هو أهم من شراء العلاج، ولم نكن ندرك مدى خطورة هذا المرض إلا بعدما توفي رحمه الله".

 

أطباء ومختصون يرجعون انتشار حالات الوفاة بين أوساط اليمنيين بسبب الأزمات القلبية في سنٍ مبكرة إلى التوتر والقلق، وتعاطي القات والتدخين، بالإضافة إلى إهمال الجانب الصحي وعدم المتابعة في الفحص والعلاج.

 

وبهذا الشأن يقول الاستشاري في جراحة القلب والأوعية الدموية، البروفيسور أبو ذر الجندي" في العالم كله عشرون في المئة من نسبة الوفيات هي ناتجة عن الإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية، والملاحظ أنه زادت نسبة الوفيات بهذا الجانب في فئة الشباب من عمر الثلاثين إلى الخامسة والثلاثين".

 

 

 وأضاف لموقع" المهرية نت" نحن في اليمن لا يوجد لدينا إحصاء في عدد الوفيات بهذا الجانب، ونحن في مركز القلب والأوعية الدموية بتعز نبحث عن جهات حكومية تقوم بالدعم من أجل أن نبحث ونرصد، بحيث يكون عندنا تقييم السنة هذه والسنة الثانية".

 

وتابع" الذي نلاحظه أن هناك فئة من الشباب من عمر( 30- 35 سنة ) يأتون إلى المركز ونقوم بعمل لهم عمليات قلب مفتوح ودعامات وهم ما زالوا بهذا العمر، وهذا له أسبابه".

 

وواصل" عندما نجد الإصابة بهذه الأزمات في سن مبكر فهذا بلا شك يكون بسب التوتر والقلق، وتعاطي القات، والنمط الجلوسي لساعات طويلة وهذا يؤثر على القلب بكل تأكيد".

 

*أهم الأسباب*

 

في السياق ذاته تقول الدكتورة مي حسن القدسي ( استشارية باطنية وقلب ) إن" الأزمات القلبية أو الذبحة القلبية (احتشاء عضلة القلب ) هو انسداد لأحد شرايين القلب ويعد من أهم الأسباب التي تؤدي للوفاة المفاجئة". 

 

وأفادت بأن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأزمات القلبية هي:" ارتفاع ضغط الدم،  أمراض السكري، ارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول ، التدخين، السمنة، وعدم ممارسة الرياضة والتغذية غير الصحية".

 

وأضافت القدسي للمهرية نت أن" الكثير من اليمنيين اليوم يعانون من المخاطر نفسها، إضافةً إلى ذلك تدني المستوى الصحي وغياب الوعي بأهمية متابعة الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر".

 

 

وأشارت إلى أنه" لا يخفى على الجميع الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء بلادنا وصعوبة الحصول على الأدوية مع ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع إثر الحرب، ناهيك عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشباب وهي من أهم الأسباب التي جعلت نسبة الأزمات القلبية تزيد عند صغار السن".

 

ولفتت إلى أن" فيروس كورونا أحدث تغييرًا بالعالم ومن ضمنه اليمن التي أتاها هذا الفيروس وأصاب الكثير من اليمنيين؛ ومن أعراضه حدوث جلطات دموية في أوعية الدم الصغيرة للقلب".

 

*طرق الوقاية*

 

وعن طرق الوقاية تقول الاستشارية القدسي" من أجل الوقاية من الذبحات الصدرية وغيرها من الأزمات القلبية، أهم نقطة هي معالجة ومتابعة الأمراض المزمنة، كالضغط والسكري، وكذلك استخدام الأدوية بانتظام، والإقلاع عن التدخين، والحرص على ممارسة الرياضة، إضافه إلى التخلص من السمنة الزائدة وتناول الأغذية الصحية".

 

وتابعت " من ضمن الحلول الضرورية أيضا أن يكون هناك دور للحكومة بدعم المرضى المصابين بالأمراض المزمنة وذلك بتوفير الأدوية في ظل الظروف التي يعاني منها المواطن اليمني".

 


كلمات مفتاحية: أمراض القلب الصحة الوفيات


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية