آخر الأخبار

هل تنجح الجهود الأممية في تحقيق السلام لليمن خلال 2025 ؟

مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ

مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ

المهرية نت - رهيب هائل
الخميس, 16 يناير, 2025 - 09:45 صباحاً

تكثفت الجهود الأممية منذ مطلع الشهر الجاري حول الأزمة اليمنية لإحلال السلام في البلاد ، وعقدت العديد من المباحثات في مسقط وصنعاء وطهران والرياض.  

 

وفي يوم الأحد 6 يناير / كانون الثاني عقدت مباحثات عمانية أممية في مسقط حول التطورات في المنطقة ومستجدات القضية اليمنية والجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي لها، بحسب وزارة الخارجية العمانية.

 

وبعد مرور يومين زار المبعوث الأممي العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وقال مكتب هانس غروندبرغ في بيان، إن:" زيارة جروندبرج للعاصمة صنعاء تأتي في إطار جهوده المستمرة لحث أنصار الله- جماعة الحوثي- على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام".

 

وفي اختتام زيارته إلى صنعاء يوم الخميس الماضي، أجرى مناقشات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لتجديد المشاركة في العملية السياسية، مع التركيز على معالجة التحديات واستكشاف إمكانيات تعزيز السلام في سياق المنطقة المعقد.

 

وأكد غروندبرغ خلال اجتماعاتهِ على أهمية خفض التصعيد الوطني والإقليمي لتعزيز بيئة مواتية للحوار، وتنفيذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق إلى الأمام لعملية سياسية لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في جميع أنحاء اليمن.

 

ويوم الاثنين الماضي الموافق 13 يناير/ كانون الأول أعلن مكتب المبعوث الأممي عن اختتام زيارة المبعوث الأممي لطهران والتي استمرت لمدة يومين، وقال غروندبرغ في بيان إنه:" التقى خلال زيارته بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين، وبحث خلالها استئناف العملية السياسية في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة".

 

وأكد غروندبرغ على الحاجة إلى توفير مساحة سياسية كافية للمضي قدمًا في خارطة الطريق، معربا عن قلقه الشديد إزاء التصعيد الإقليمي على النطاق الأوسع الذي يشمل اليمن وتأثيره السلبي على مساحة الوساطة. 

 

ولفت إلى أنه من الضروري الآن، أكثر من أي وقت مضى، توفير الدعم الإقليمي والدولي المتضافر والموحد لليمن لتجاوز الديناميكيات الإقليمية المعقدة، واغتنام فرص السلام واستئناف الحوار البناء الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سياسي مستدام للنزاع.

 

ويوم الأربعاء 15 يناير، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى الابتعاد عن عقلية الحرب إلى عقلية السلام"بحسب بيان أصدره مكتبه عقب اختتام زيارته إلى العاصمة السعوية الرياض.

 

 وعقد خلالها اجتماعات مع رئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك، ووزير الخارجية شائع الزنداني ودبلوماسيين دوليين وقال مكتب المبعوث، في بيان، إن غروندبرغ التقى أيضًا بكبار المسؤولين السعوديين، وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

 

 وشدد غروندبرغ في البيان : "يتعين علينا اغتنام كل فرصة متاحة لتوفير مستقبل سلمي ومستقر لليمنيين، لأن الوضع الراهن غير مستدام ويجب على جميع الأطراف أن تبتعد عن عقلية الحرب إلى عقلية السلام".

 

وفي وقت سابق- أثناء زيارته للعاصمة صنعاء- أوضح مكتب المبعوث الأممي في بيان أن:" غروندبرغ يخطط لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها".

 

ومع تكثيف الجهود الأممية مطلع هذا العام الجديد، يتساءل الكثير من اليمنيين هل تنجح الجهود الأممية بجلب السلام في اليمن خلال هذا العام- 2025م، خاصة مع الإدارة الأمريكية الأمريكية القادمة؟

 

بهذا الشأن، يقول الصحفي والمحلل السياسي "عبد الواسع الفاتكي" إن:" إحلال السلام وعدمه في اليمن خلال عام 2025م مرتبط في عدد من المتغيرات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى ثلاثة محددات أو أبعاد يمكن أن نبني عليها الحديث عن إمكانية تحقيقه أو استمرار الوضع على ما هو عليه".

 

وأضاف للمهرية نت" البعد الأول يتمثل الهجمات المتبادلة بين الكيان الصهيوني وجماعة الحوثيين، مما أضفى بعدا جديدا للمشهد اليمني يتمثل بدخول جماعة الحوثيين في إطار حكم الممانعة التي تقوده إيران والهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين سواء في قطع خط التجارة الدولية في البحر الأحمر أو قصف الجماعة، وتبنيها لإطلاق الصواريخ والمسيرات على الأراضي المحتلة وربط جماعة الحوثي ذلك بكف إسرائيل عن استهداف غزة وفك الحصار عنها " .

 

وتابع" لوحظ في هذا الأسبوع بأن هنالك مؤشرات على قيام هدنة وعلى أنه يمكن لإسرائيل أن تكف عن استمرار هجماتها العسكرية، وأن وهنالك صفقة ترعاها الأمم المتحدة الأمريكية بين حركة حماس والكيان الصهيوني، وهذا سينعكس على الملف اليمني على اعتبار بأن جماعة الحوثيين ستكف عن التصعيد في البحر الأحمر وعن إطلاق الصواريخ والمسيرات على الكيان الصهيوني، مما سيخفف حمولة الملف اليمني، وسيدفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ سياسة أخرى بالنسبة للسلام في اليمن والدفع نحو خارطة الطريق التي كانت الأمم المتحدة قد أشارت إليها في أواخر عام 2023م بأنها جاهزة للتوقيع".

 

 

وأردف " البعد الثاني يتمثل في سلوك إيران في المنطقة على اعتبار أن جماعة الحوثيين حليف استراتيجي لها ومن ثم إذا اتخذت الإدارة الأمريكية الجديدة ضغوطا قاسية واستخدمت سياسة الضغوط القسوة على إيران سينعكس ذلك على جماعة الحوثي ويجعلها مرنة في المباحثات القادمة، وستتلقى النصائح من قبل إيران خاصة مع الخسائر التي حصلت لإيران في لبنان وسوريا ومن المحتمل أن تتجاوب جماعة الحوثيين، مع أي محاولات قادمة لإحياء خارطة الطريق مجددا".

 

 

وواصل" البعد الثالث يتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وموقفها من الملف اليمني، ومن أي مستجدات قائمة لاسيما أن هنالك علاقات بدأت تنمو وتتطور، ما بين جماعة الحوثيين وروسيا، و مؤشرات تقارب بين الحوثي و الصين نتيجة لموقع اليمن الاستراتيجي المتصل بين طريق الحزام و الحرير الصيني والذي يمثل محورا استراتيجيا وركيزة استراتيجية هامة بالنسبة للاقتصاد الصيني".

 

واستطرد الفاتكي أن " الصين إذا أرادت أن تمشي قدما في هذا المشروع وتوثق علاقاتها وكذلك روسيا مع جماعة الحوثي سيكون للولايات المتحدة موقفا آخر وربما أنها ستعيد تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، وربما قد تدعم الحكومة الشرعية لتحرير بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة لا سيما محافظة الحديدة والمناطق الساحلية خصوصا إذا استمرت في تهديد خطوط الملاحة الدولية ولا تبدي أي مرونة في التعامل مع أي تحركات سواء إقليمية أو دولية لإحلال السلام وإنهاء الحرب وفق ما يروج له في خارطة الطريق".

 

 

*فعالية الوساطة العمانية 

 

 

في ذات السياق، يقول الصحفي" أنيس منصور" مستشار إعلامي ورئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية " إن:" الأمم المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تصنع شيئا من أجل السلام في اليمن؛ لأنها تدير أزمات فقط، ولا تحل أزمات، تعمل فقط كتقديم مواد إنسانية ومساعدات للاجئين في هذا الجانب، كما أن لديها مشكلة مع جماعة الحوثيين وهي مشكلة المعتقلين، من بعض المنظمات، المرتبطة بها تحديدا".

 

 

وأضاف لـ" المهرية نت "اليوم الأمم المتحدة أمام وضع معقد فالأطراف اليمنية الأخرى ، قرارها في يد الإمارات والسعودية، والحوثيون لديهم مجموعة شروط، ولا تستطيع إجبارهم عن التنازل عنها، خاصة مع ارتباط السلام في اليمن اليوم مع ملف غزة".

 

 

وأشار إلى أن" الاتفاق عن السلام في اليمن سابقا كان بلمساته الأخيرة، لكن الأمريكان هم الذين عرقلوا وضغطوا على إفشال مخطط السلام بربطهم السلام على اتفاق وشروط البحر الأحمر وغزة، بمعنى أن السلام سيحدث بشرط توقف هجمات الحوثيين تجاه إسرائيل وعن السفن في البحر الأحمر فيما الحوثيون يرفضون هذا الأمر". 

 

وأفاد منصور بأن" الحل قبل أن يكون في يد المبعوث الأممي، بل هو في غزة، إذا تم معالجة قضية غزة، وخرجت عن موضوعها، أعتقد بأن الملف اليمني سيبدأ بصفحة جديدة، ويمكن أن يكون هنالك تباشير للسلام مقابل تقديم تنازلات من جميع الأطراف".

 

 

ولفت إلى أن هنالك" خيارات أخرى في يد المجتمع الدولي وبأنه يسعى إلى كسر الحوثيين، وأنه من الصعب الحصول على السلام في ظل امتلاكه هذه القوة". 

 

 

وتابع" الحوثيون يأتون للتفاوض والتعاطي مع المفاوضات كمنتصرين ومنتشين، وليس على أساس وجود توافق يمني تجاه ذلك، خاصة بأن الطرف الآخر يشعر بأنه ضعيف جدا، كونه لا يمتلك قوة عسكرية تهدد وتلعب دور حتى تدخل في اتفاق ويكون له النصيب الأكبر، ولذلك فالوضع معقد جدا، ولا أستطيع الجزم بأن هنالك حلول من قبل الأمم المتحدة لإحلال السلام".

 

 

وحول الحلول السلمية للسلام في اليمن شدد منصور على جميع الأطرف بضرورة تقديم التنازلات، والسماح لأطراف إقليمية أخرى بالتدخل، بعيدا عن الأمم المتحدة تحديدا، مثل الوساطة العمانية، لأنها تعد جزءا يمكن أن يلعب دورا كبيرا جدا في موضوع السلام، وأن تشكل مجالس قبلية محلية يمنية، ويكون الاتفاق يمني يمني بعيدا عن تحركات الأمم المتحدة لأنها لا يمكن أن تعمل شيئا".

 

 

* معطيات غير مبشرة بالسلام

 

بدوره، يقول الصحفي "هشام طرموم" إن:" تحركات المبعوث الأممي ليست بالجديدة فمنذ تعيينه يقوم بهذا الدور، فقد كانت خارطة الطريق التي يشرف عليها شخصيا على وشك التوقيع وجاء طوفان الأقصى وتغير السياق تماما". 

 

وأضاف لـ" المهرية نت" ما يقوم به المبعوث هو دور معتاد، دائما الأمم المتحدة تحركاتها تتجه نحو انعاش العملية السياسية، لكن المناخ الآن غير مهيأ لإطلاق عملية سياسية، وربما المعطيات الحالية غير مبشرة بذلك ولا أظن وفق المعطيات الحالية سيكون هذا العام عام سلام، بمعنى أن نشهد مفاوضات سياسية وحلول يتمخض عنها سلام حقيقي".

 

 

وأكد طرموم أن" السلام في اليمن طريقه يبدأ من عودة الدولة اليمنية وعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء".

 

 

 وأفاد بأن" هنالك طريقتين للسلام إما العودة من خلال عملية تحرير شاملة وواسعة أو من خلال مفاوضات سياسية وهذا وفق معطيات السنوات الماضية شبه مستحيل، خاصة مع أن الحوثي يرفض ذلك ويريد قضم بعض المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية ويمارس عملية الحشد بشكل يومي نحو الحرب".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية