آخر الأخبار

مشاهد ومواقف من احتفالية 30 نوفمبر في عدن

الاربعاء, 14 ديسمبر, 2022

في محافظة عدن اكتظت الشوارع الرئيسة بالمتجمهرين الذي يحيون ذكرى ال 30 من نوفمبر عيد الاستقلال الوطني وتعطلت حياة الناس وأجبروا على السير لقضاء حاجاتهم وأنا أحد هؤلاء لم أستطع أخذ سيارتي أو الركوب مع الأجرة فقد كان الشارع مكتظا بالسيارات من لدن نهاية الشارع الرئيسي بالمعلا إلى جولة معسكر بدر في خور مكسر لذلك قضيتها سيرا على الأقدام.

في رحلتي تلك وخلال هذه المسافة الطويلة رأيت كثيرا من المشاهد المثيرة منها: إن فعالية30 نوفمبر أيقظت دوافع العصبية فقد رسمت على السيارات طوابع المناطقية والتميز القبلي بخطوط عريضة بني يافع والضوالع وقبيلة العوالق قبائل شبوه قبائل أبين على أن الغالبية العظمى من السيارات من الضالع ويافع وهناك تواجد طفيف للعوالق وهذا ما يشير بوضوح أين ينصب تركيز الانتقالي وأين تذهب أمواله.

أما المحافظات الجنوبية الأخرى أبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى فلم أر أحدا منها سوى شابين يترافقان سيرا وكأنهما أخوان يغطى جسمهما وشاح أحمر مكتوب على أحدهما قبائل أبين والآخر قبائل شبوة رأيتهما على مدخل الحمراء وهو موقع في عدن بين المعلا وخور مكسر وليست الحمراء التي قصدها نزار بقوله: على مدخل الحمراء كان لقاءنا ما أجمل اللقيا بلا ميعاد وشابان آخران رأيتهما على شاكلة الأولين ووصفهما في ساحة العروض في الشابات.

شباب يافع عرضوا العديد من الشعارات والرقصات فكتبوا على سيارتهم هاشتاج وعوه وبين لحظة وأخرى يصيح أحدهم بصوت عال أصحاب يافع ويردون عليه وعوه كما قاموا بأداء رقصات شعبية بجنابيهم
ومن المشاهدات الغريبة والمثيرة في هذه الاحتفالية رأيت شابا من المحافظات الشمالية يبيع أعلاما جنوبية انفصالية وهذا التصرف أثار حفيظتي على الأخوة الشماليين وجعلني أصفهم بعباد التجارة والمال فالمهم عندهم الكسب وليذهب كل شيء إلى الجحيم شعار أكثرهم المال ولو على حساب الوطن والعشيرة والذات والمبدأ وقد استدعت ذاكرتي مواقف سابقة من زملائي الطلاب وجيراني في السكن الذين اكتشفت مؤخرا أن أصولهم من المحافظات وتصرفاتهم أقسى على إخوانهم الشماليين من الجنوبيين.

ومن المشاهد رأيت سيارة تقل شبابا في وسطها وفي أعلاها وعلى أبوابها من كافة النواحي ويرددون بصوت غنائي برع برع يافع برع برع ضالع وفي سيارة أخرى بعيدة عنها يرددون عدن حقنا عدن حقنا
وكما أن للنساء حضورا على امتداد المسيرة يحملن أعلاما ويهتفن بشعارات الجنوب والانفصال كذلك للمثليين حضور ولو كان محدودا إلا أنه لافت رأيت شبابا بأشكال غريبة ولبأس موحد يعتلون سيارة ويرقصون ويصورون والبعض لم أستطع التمييز بين كونهم ذكور أم إناث يتبرقعون بخمارات بيضاء ويتمايلون بحركات مثيرة وقد يغضب البعض من هذا الكلام ولكنها الحقيقة التي قد تؤكد مزاعم وجود منظمة باسم المثليين في عدن بحسب ما يذكر البعض.

ويظهر بوضوح في هذه الفعالية 30 ضعف التنسيق والإعداد في كافة الجوانب أطفالا يعتلون أسقف السيارات وآخرين يثيرون الغبار ويلفون بسرعة على شكل دوائر فاصطدموا بسيارات أخرى وكادوا أن يدهسوا الناس.

وكما يظهر ضعف التنسيق في توزيع الأطعمة والأموال كذلك يظهر في الشعارات وفي الأغاني فتسمع خليطا من الشيلات الحوثية والأغاني العراقية والمصرية وغيرها مما ليس له علاقة بالفعالية أو قد يكون محتواها وفكرتها وقائلها متباينا مع أهداف الاحتفالية.

أحد الرجال ارتفع عنده الضغط بسبب كثير من التصرفات اللامسوؤلية فأقسم أن هؤلاء الهمج لن ينجحوا في إقامة دولة ومعاذ الله أن يحكموا وطرح كلاما كثير بصوت عال يسمع كلا من حوله فيه كثير من عبارات الشتم والتقليل من الانتقالي.
 

المزيد من تيسير مصطفى