آخر الأخبار
الهاتف المزود بالكاميرا أهم أداة لانتهاك الخُصوصية
لقد ابتكرت تقنية المعلومات والاتصالات وسائل متعددة للرفاهية، والتواصل، وجعلتها في متناول الجميع، بلا استثناء، لكن هناك سواد كثير من مستخدمي تقنية المعلومات والاتصالات، ينحرف عن هذا المسار التي صُنعت له، ويتحلل من الواجبات التي ينبغي أن يلتزم تجاه نفسه والمجتمع، ويستخدمها في إيذاء الآخرين.
فالجريمة بكل أنواعها مستمرة، ومن أكثر الجرائم وقوعًا الجرائم الشخصية، والتي لا تتوقف أبدًا، وعلى رأسها اقتحام خصوصية الآخرين، المتمثلة بحق الحياة الخاصة ومنها حق الصورة.
فقد كان الناس في السابق يتسابقون للوقوف أمام الكاميرا، للظهور على شاشة التلفاز، وكانت هذه موافقة ضمنية منهم على التصوير، لكن اليوم، أصبح الغالبية، يمتلكون هواتف بحجم الكف، تُصور دون أن يعلم أحد، وقد يتفاجأ أحدهم بظهور صورته، في مكان ما، فيعترض على نشرها، أو غالبًا ما يمنعه الخجل من الاعتراض.
لقد أضحت الخُصوصية المعلوماتية، في عالم تقنية المعلومات والاتصالات، وخاصة بالهاتف المزود بالكاميرا، في خطر، وبات من السهل، التقاط صور ثابتة، أو متحركة (فيديو) لأي انسان، دون علمه، في أي وضع كان عليه، بل تجاوز الأمر ذلك، فيمكن وضع كاميرات، لا ترى بالعين المُجردة، أو دمجها في أدوات كهربائية، أو تقنية، والتصوير، وهذا شائع في بعض الفنادق، وحمامات النساء، وغرف تبديل الملابس، و حفلات التخرج، والخطوبة، والزفاف، وربما يتطور الأمر عند الجاني، فيرتكب جريمة أخرى، وهي جريمة الابتزاز بالصور والمقاطع، للحصول على مطالب مالية أو جنسية، أو سياسية، وغيرها من الدوافع الدنيئة.
بل إن تقنية الذكاء الاصطناعي تنظر إلى كل ما سبق، وتعتبره من الماضي، فهي تستطيع اختلاق صورة متحركة (فيديو)، وتدمج فيها ما يريد الجاني، كخطاب سياسي، أو أعمال عنف، أو اغتصاب، أو سطو على بنك، أو شروع في قتل، أو تخطيط لقلب نظام الحكم.
ومقالنا هذا يُركز على الحالة الشائعة، وهي الاعتداء على حق الخصوصية في الصُورة، بواسطة الهواتف المُزودة بالكاميرا، فقد سنحت الفرصة، ودافع الفُضول، لتوليد هوس التصوير، لدى الغالبية، في المناسبات العامة، والخاصة، والحدائق، والعمل، والشارع، والسفر، وغير ذلك.
لذلك ينبغي أن يعلم مستخدم تقنية المعلومات والاتصالات، أن للصورة حُرْمة، سواًء كانت ثابتة، أم متحركة (فيديو)، وأنه يرتكب جريمة، ولو تعذر بحُسن النية، فحياة الناس الخاصة، ليست مُباحة، بل ستُضاف له جريمة إذا حاول التلاعب بها.
*عصام القفاز كاتب ومدون يمني مختص بأمن المعلومات.