آخر الأخبار

مائدة الوجبات الغذائية السقطرية قديماً وحديثاً

السبت, 16 أبريل, 2022

في حديثنا عن المائدة السقطرية في البداية لابد أن نستدعي تراث المائدة قديماً،  ولا نعني بالقديم أننا نستذكر الزمن الموغل في القديم بل نعني به من بداية السبعينات إلى اليوم، فقد ظلت سقطرى تعاني أزمات غذائية ولم تتعرف على المواد الغذائية الأساسية( الأرز، والسكر، والدقيق)، إلا في زمن قريب، فقد كان اعتمادهم الكلي على ما يسمى مقداره(وهي حبوب الذرة) التي كانت تجلب من الحبشة بشكل فصلي في مواسم الفتوح كل ستة أشهر مرة واحدة.

ويمكن القول إنه في مطلع الثمانينات تعرف الناس على السكر والأرز وهو نوع رديء مقطع الحبة صعب الطبخ قاسي الطمع، ولذلك أطلق عليه الناس تسميه شعبية (قسقس)، ومن غير المستبعد أن يكون منتهي الصلاحية، كما عرفوا في زمن لاحق جداً الشاي والزيت والمشروبات السائلة، ومن المخجل أن نحكي عن معرفة الناس بالمواد الأساسية في زمن عرفت الناس فيه الصناعات الحديثة من سيارات وطائرات وغيرها من التكنلوجيا المتطورة، وقد أشرنا إلى هذا لبيان التهميش الذي طال سقطرى طوال الفترات المتعاقبة على حكم سقطرى.

ونظراً لقلة المؤنة وقلة توفر هذه المواد الأساسية فإن جل وجبات الناس تكون مما تنتجه النخيل، وما ينتجونه من مزروعات بسيطة بالإضافة إلى ما تنتجه الحيوانات من ألبان وزيوت ولحوم وغير ذلك، وما يجلب من الأرز القسقس والمقدارة (الذرة) يتم طبخه بشكل دوري غير دائم بحسب توفره في البيت كما يقدم للضيوف خاصة وعند انجاز عمل شاق.

وتطورت هذه المائدة فيما بعد فاحتوت على ألوان شتي لكنها ما تزال بدائية ففي وجبة الفطور يقدم الشاي مع شيء من الخبز أحيانا أو العصيد أو التمر، وعند وجود ضيف فإنه يمكن أن تكون مائدة الافطار الشاي مع الخبر والإدام، أو الدخن البلدي مع السمن او التمر مع السمن 
أما عن وجبة الغذاء الاعتيادية الحديثة فتحتوي في مناطق البادية على الأرز الأبيض مع اللبن الرائب أو كما يسمونه (الروبه) مع دهنه بالسمن البلدي أحيانا وشيء من التمر في المناطق التي تتواجد فيها النخيل، وعند انعدام اللبن الرائب فإنه يتم طبخ الأرز بالصلصة الحمراء ويقدم هكذا، أما عند وجد ضيف فغالبا ما يقدم اللحم بالإضافة إلى ما ذكر، وفي المناطق الساحلية والعواصم يضاف مع الأرز شيء من الصيد.

وفي وجبة العشاء يقدم الخبر مع الإدام والشاي واللبن الرائب يتم شربه، وعند وجود الضيف غالبا ما يتم طبخ الأرز مع شيء من اللحم إن وجد، وفي بعض المناطق والقبائل الساحلية يقدم في العشاء الخبز البلدي مع الصيد. 

أما عن الوجبات الرمضانية ففي الإفطار يتم تقديم القهوة مع التمر مع شيء من المشروبات السائلة أولاً، بالإضافة إلى أنواع من المعجنات والسنبوسة في المدن، وبعد العودة من صلاة المغرب يتم تقديم الشوربة(حساء الشعير) كتمهيد أولي يسبق وجبة العشاء، والتي غالبا ما تكون خبز وإدام أو صيد أو معكرونة.

وفي وجبة السحور يقدم الأرز مع الصيد أو مع اللبن الرائب والخبز والشاهي وحساء التمر أو عصير التمر كما يسميه البعض.

هذه هي مائدة البيت السقطري، وهذا أقصى ما شهدته من تطور، علما أنه ما زالت الكثير من المناطق في البوادي موائدهم متواضعة جدا بسبب غلاء الأسعار وبعد القرى عن الأسواق.