آخر الأخبار

الأسر السقطرية في حضرموت 

الاربعاء, 25 أغسطس, 2021


استوطنت في حضرموت فقط دون غيرها من المحافظات اليمنية ما يقارب سبعين أسرة من الأسر السقطرية وقد حصل ذلك إبان العقدين الأخيرين من الألفية أي ما بعد م2010 إلى اليوم، وقبل ذلك لم يكن في حضرموت من الأسر السقطرية سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد الأصابع.

والمتتبع لنماذج هذه الموجة من الهجرة الداخلية يجد أن هناك ثلاثة أنواع من الاستيطان السقطري في محافظة حضرموت كالآتي:
استيطان طويل المدى: بمعنى أن هناك أسر نقلوا وظائفهم وتجاراتهم واهتماماتهم وأسرهم أو كما يقال: انتقلوا (ماليا وإدارياً) بصورة دائمة إلى محافظة حضرموت ولا ترغب في العودة إلى سقطرى مهما كانت الظروف.

استيطان متوسط المدى: حيث تمكث بعض الأسر في حضرموت خلال سنوات الدراسة الجامعية والنوعية لفترة لا تتجاوز من أربع سنوات إلى ست وقد يعود أجزاء من هذه الأسر إلى سقطرى في فترة الإجازات الصيفية.

الاستيطان القصير المدى: حيث تستوطن بعض الأسر في حضرموت في فصل الخريف ابتداء من مايو إلى سبتمبر من كل عام وهناك من يستوطن لغرض العلاج ومتابعة الأمراض المزمنة ومن ثم يعود إلى سقطرى.
وإذا كنا نتحدث هنا عن أسر فمعناه أننا أغفلنا الرحلات الفردية إلى حضرموت وهي وإن كانت قصيرة الأمد لكن فيها أعداداً كبيرةً من الطلاب والشباب والشيوخ والتجار الذين يحرصون على السفر خارج سقطرى أكثر من ثلاث مرات في العام.

والسؤال هنا ما الذي يدفع هؤلاء الناس إلى الهجرة وترك بلد يعد ضمن أجمل البلدان السياحية في العالم من الناحية البيئية والطبيعية والأمنية يشد إليها السماح الرحال من أقاصي الأرض شرقا وغربا، ويتطلع كثير من اليمنيين إلى زيارتها والتمتع بجمالها الخلاب واكتشاف تنوعها البيئي بالإضافة إلى أنها بلاد ناشئة مدرة للمال متعددة الوظائف يجد فيها العامل بغيته من الوظائف والأعمال بحسب خبرته وتخصصه.
وقد أصبحت سقطرى في الآونة الأخيرة قبلة العمال من جميع المحافظات اليمنية لكن في المقابل دفعت بالكثير من الأسر والأبناء خارج أراضيها ولن أقسو إذا قلت هي بيئة جالبة للغريب طاردة للمواطن.

هجرة الكثير من السقطريين إلى حضرموت ليس ترفا أو سياحة أو استمتاعا وإنما اضطرارا للبحث عن التعليم الجيد والتعليم النوعي وللتداوي وأحيانا بحثا للاكتفاء المالي فقد سألت الكثير من أولياء الأسر المستوطنة في حضرموت وذكروا لي أنه بإمكان دخلك الشهري المحدود أن يلبي لك في حضرموت احتياجات العيش الضرورية ومقاضي البيت بالإضافة إلى الحصول على شيء من الكماليات وفي المقابل لا يكفيك دخلك الشهري في سقطرى لتوفير المواد الأساسية بل لا بد من توفير ضعف دخلك حتى تتمكن من الاستقرار الغذائي.

كما ذكر البعض أن كل شيء في سقطرى لا يقاس بغيرها من المحافظات اليمنية فقد يكفيك من المال لبناء شقة في حضرموت ما لا يكفي لبناء غرفة واحدة في سقطرى.

ولهذه الأسباب الاقتصادية والتعليمية والصحية ازدادت موجة الهجرة في الآونة الأخيرة من سقطرى وهي مرشحة للزيادة في السنوات القادمة فكثير من السقطريين ممن قابلناهم يحلمون بالهجرة من سقطرى ويتمنون لو تمكنوا من وجود وسائل معينة لهذه الهجرة ولن تقف هذه الموجة ما لم تكن هناك أيادي حكيمة تدعم الاستقرار الاقتصادي والنفسي والصحي والتعليمي في سقطرى.

الهجرة تعد من أكثر أسباب فشل البلدان في جميع نواحي الحياة وقد حضرت نقاشا حول مسألة ركود التطور في الأرخبيل فذكر أحد الأخوة أنه لابد من العمل على الحد من الهجرة من سقطرى وفتح كآفة التسهيلات للهجرة إلى سقطرى ودعوة التجار والمستثمرين لفتح مشاريع عملاقة وهذا ما فعلته مأرب وشبوة والمهرة في السنوات الأخيرة فوجود الناس هم موجة التطور الحقيقية ولكن لم يحلو هذا الكلام لأصحاب المشاريع العنصرية والانفصالية في سقطرى ومن يقف خلفهم فقد عملوا على الدفع بكثير من الأسر إلى الهجرة.