آخر الأخبار

نداء ولكن لمن وشكوى ولكن على من؟

الخميس, 24 يونيو, 2021

خطر يفتك بأبناء سقطرى ويسحبهم نحو الهاوية ويجرهم نحو الموت على غفلة منهم وغفلة ذويهم ومن تولى أمرهم شباب في ظل هذه الأوضاع والأزمات يبحثون عن النشوة وعما ينسيهم الواقع المرير والالتزامات الكثيرة التي لا تتواكب مع دخلهم المحدود، هل يريدون الانتحار وهل يلوذون بالجنون ربما نعم وربما لا، لكنهم يخيل إليهم أنهم يهربون من الديوان والهموم والغلاء والاوجاع وسوء الأحوال بهذه الوسائل حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.

  لا أريد التهويل ولا أريد أن أبالغ في الأمر كثيرا فقد كنت أنوي البحث في الموضوع من قبل لكني لم أجعل الأمر من الأولويات إلا بعد موقف حصل لي أمس أنا وزميلي جعلني أهتم بالأمر وزاد من شعوري بالخطر فقد دخلنا أنا وأحد الدكاترة بوفيه فرحب بنا العامل قائلا أهلا بالدكاترة ما أن سمع أحد الشباب كلمة دكاترة اتجه إلينا مباشرة وأخرج من جيبه شريطا من الدواء وباكت آخر وسأل زميلي هل هذا نفس الدواء فقال الدكتور نعم  حاولت أن أفهمه أن هذا دكتور تربوي وليس طبيبا لكنه لم ينتبه إلي وجعل يستفسر ويديه ترتعش كان زميلي على خلفية بهذا النوع من الدواء وهو نوع معروف بخطورته وهو من فصائل المحظورات التي لا تستخدم إلا للضرورة القصوى ولا تعطى إلا بتقرير طبي قال له زميلي إن هذا الدواء خطير يؤثر على صحتك أنصحك ألا تستخدمه وسأله من أعطاه فقال الطبيب
قال لي الدكتور إن هذا الدواء يستخدم مع القات لكي يزيد من النشوة وهو خطير جدا.
  بعد ذلك توجهت إلى أحد الصيدلانيين وسألته عن الموضوع فأخبرني عن قصص ومشاهد يطيق المقام على ذكرها لكن من جملة ما أخبرني به أن جل العاملين في مخازن صرف الأدوية ليسوا مختصين والمختصين في الأرخبيل لا يصل عددهم أصابع اليد الواحد ومن يعملون في بيع الأدوية لا يعلمون عن أضرارها فقط يحرصون على الربح أكثر من أي شيء آخر ولذلك نتجت أخطاء جسيمة أدت ببعض المرضى الوفاة وإلى الأمراض المزمنة وغالبا ما يرد اللوم على الأطباء والصواب أن الصيدلاني لم يستطع التعرف على الدواء المكتوب ونظرا لهذه القصص الواقعية الكثيرة أغلب الناس لا يرتادون المشافي إلا لضرورة قصوى.

سألت هذا الصيدلاني عن دور الرقابة على الأدوية أو عن امكانية تكوين مجموعة من الصيادلة يمكن أن يقوموا بالتفتيش والمراقبة فذكر لي أن قائد الأمن السابق والمدعو علي أحمد جمع الصيادلة وحذرهم من بيع هذه الأنواع المخدرة إلا بمعية الأطباء المختصين لكن بعد عزل مدير الأمن عادت الأمور إلى سابق عهدها دون حسيب ولا رقيب.
  والحق أن شباب سقطرى ما كانوا يعرفون خلط القات بالحبوب أو استخدام أي نوع من أنواع الحبوب المخدرة إلا بعد قدوم شباب من الإمارات والسعودية فقد كان لهم الفضل في تدريب الجيل على هذه الإثم.

ختاما: الأهل لا يعرفون شيئا عن هذه الحبوب ولو جلبها الأبناء إلى المنازل وكذلك السلطة الحالية لا تعرف عنها ولا تريد أن تعرف وإذا عرفت لا تهتم بالموضوع إطلاقا ولا نتطلع أبدا أن تهتم به لذلك أوجه دعوة للصيادلة فقط دون غيرهم أن صحة الشباب وأرواحهم أمانة في أعناقكم وأن أي إعاقة نفسية أو جسدية أو اعتداء ينتج عن ذلك يكون لكم نصيب وافر من الجرم ولن ينسى التاريخ فعلتكم هذه كما لن ينسى أن شباب التحالف لهم السبق في جلب هذه الآفة.

المقال خاص بموقع المهرية نت

يا كوت يا رنبص!
السبت, 24 فبراير, 2024