آخر الأخبار

بلادنا (سقطرى) كوكب آخر

الخميس, 29 أبريل, 2021

قل لي أين وكيف تعيش أقل لك من أنت؟
   أحببت أن أفتتح هذا المقال بهذه العبارة قياسا على المقولة المتداولة قل لي من تصاحب أقل لك من أنت التي يرددها الوعاظ والخطباء للدلالة على أثر الصحبة على الفرد والهدف من هذا القياس أعلام العالم الداخلي اليمني والخارجي العالمي بوضعنا في أرخبيل سقطرى أين نعيش وكيف نعيش؟ 
 
  وأظن الإجابة على الشق الأول من السؤال ميسرة بسيطة فنحن نعيش على كوكب سقطرى الأرض الفريدة والمتنوعة بكثرة أحيائها النادرة وبيئاتها المتنوعة الأرض التي يتغنى بجمالها الإعلام في الليل والنهار ويزين بسندسها شاشاته.


   ساهم الإعلام مشكورا في شهرة سقطرى لكنه لم يسهم في الحديث عن معاناة الإنسان فيها فاهتم بالأرض والحيوان والنبات والجبال والكهوف والبحار ولم يصور الإنسان السقطرى إلا في تفرده بلغته وتركيبته وطريقة حياته التقليدية ويتمنى لو بقي هذا الإنسان هو وأرضه وبيئته في حضيرة تراثية لا يحق له مواكبه التطوير والحصول على متطلبات الحضارة  ووسائل النعمة حتى يصير مادة تصويرية رائعة.
   القنوات التي زارت كمراتها سقطرى تربو على العشرين قناة وجلها مسيسة تمشي وفق خطة سياسية معنية معروفة سلفا وجلها لم تلتفت إلى الشق الثاني من السؤال كيف يعيش هذا الإنسان في سقطرى وماهي الحقوق التي حصل عليها.

  الإعلاميون يصورون بلادنا أنها غنية في الثروات والبيئة والمعادن وفعلا هي غنية لكن الشعب السقطري على الدرجة القصوى من الفقر هم أشبه بالنازحين وهم في أرضهم سقطرى هي أفريقيا الصغرى بلاد غنية وشعب فقير ومأزوم ومنسي
  فالشعب السقطري فقير لأن أرضنا زراعية فيها كل مقومات الزراعية مياه ومساحات شاسعة لكننا لا نستطيع الزراعة وليس ذلك لعجز فينا بل لأننا لا نملك شيئا من أدوات الزراعة ولا نستطيع امتلاكها ولأننا نحاول بكل جهد الصراع من أجل البقاء وقد استحوذ هذا الهم على كل تفكير وقضى على كل إبداع سمعت أحد المحظوظين بالعمل في أكثر من مكان يدعو الله وهو صائم أن يكسب مليون ونصف فقلت له يا أخي لما لا تزيد المبلغ قليلا بما أنها دعوة وأمل فقال لا أريد الحصول إلا على المواد الغذائية الأساسية الراشن فقط حتى أضمن لأهالي الحياة.

   هناك حديث أن سقطرى فيها ثروة بحرية لكن كل هذا ليس للسقطرين فيه نصيب غير الفتات غير ما يكسبه الشاقي من أجرة يومية وبأزهد الأجور وأرخص المزاد وبشروط المستثمر وليت أن هذا المستثمر من أبناء سقطرى أو أنه يعرض بضاعته في الأسواق اليمنية.

وسقطرى أرض سياحية ومردود السياحة ليس لنا وما يمكن أن نحصل عليه فلاشات التصوير وكما قال المثل القبقبة للولي والفائدة غيوم. ومثل ذلك يقال عن العقار وبقية الثروات والمعادن المكتشفة إما السرية والغير مكتشفة من الآثار والغاز والمواد البترولية ففي الحديث عنها ألف حكاية وحكاية.

 والشعب السقطري مأزوم لأننا حاليا في ظل حكومة الانتقالي نعاني من أزمات متكررة في المواد الأساسية مادة الدقيق منعدمة والسكر قبلها وهذه المواد الأربع الأساسية (السكر والدقيق والأرز والزيت) تمارس لعبة القط والفأر ما أن تحضر هذه تغيب الأخرى وعندما تتوفر يزيد سعرها عن السابق ودوليك والغريب أن الشعب قد تكيف على هذه الأزمات فبإمكانه العيش على صنف واحد بكل أريحية والدولة عنه في خبر كان.

حاليا البترول موقف من البيع منذ ثلاثة أسابيع مضت وإلى اليوم بحجة ترك مخزون كافي للذوات والباشوات من زعماء الانتقالي وكذلك الغاز منذ أشهر متوقف من البيع يمكن الحصول عليه أحيانا في السوق السوداء بحسب شطارة المشتري وسعة جيبة.

وقد تحدثنا في مقالات سابقة بشكل تفصيلي عن تقطع الكهرباء في الحارات وعن عدم وجود اهتمام صحي بفيروس كورونا وعن تكدس القمامة وغير ذلك من الإهمال المقصود وغير المقصود.

  والشعب منسي من الحكومة في سقطرى منذ رمضان الماضي وإلى اليوم سنة كاملة بلا سلطة محلية وقد خرجت مطالبات كثيرة من شرائح عدة إلى التحالف تناشد بعودة المحافظ وقد تكلم البعض بهذا أمام تركي المالكي قائد قوات التحالف أثناء زيارته إلى سقطرى قبل أيام وقد وعد بإعادة المحافظ لكنها نفس المواعيد العرقوبية السابقة؛ ولذلك كله قل لي بربك كيف يعيش الناس في سقطرى :
من غير سلطة
من غير قوت
من غير وقود
من غير غاز
من غير صحة
من غير نظافة
من غير كهرباء منتظمة
 وقل لي بأي حق يغفل الإعلام الحديث عن هذه القضايا الإنسانية الملحة كلها ويوجه حديثه في كوكب سقطرى عن الأرض والبحر والحيوان والنبات وزين شاشاته بجمالها.   
  المقال خاص بموقع المهرية نت