آخر الأخبار
الشباب والسياحة الرمضانية في سقطرى
يتأهب الناس عادة في مثل هذه الأيام الفاضلة من شهر رمضان للتزود من الطاعة واكتساب الأجور العظيمة وزيادة الأعمال الفاضلة، وعلى النقيض من ذلك هناك شباب انشغلوا بالسياح القادمين عبر الإمارات إلى محافظة سقطرى خلال هذه الأيام، فالتهوا عن الطمأنينة وانشغلوا عن الطاعة وتذوق حلاوة المناجاة ولذة العبادة، وريت أن الأمر توقف عن هذا الحد من الغزو المتعمد بل تعداه إلى ما هو أبعد من ذلك فالبعض منهم لم يكلف نفسه بالصوم بدعوى العمل وكسب الرزق غير آبه بالدين أو العرف.
وقد اقتضت العادة منذ القدم أنه لا يجاهر أحد بالإفطار في رمضان مهما كانت الظروف لأن المجتمع عامة يعيره بالكفر والجنون ويضيق عليه في التعامل ولذلك اضطر كثير الأجانب على الالتزام بالصيام الجزئي ومن أراد منهم الأكل كان يأكل في خفاء حتى لا يجرح مشاعر الصائمين و حتى يسهل تعاملهم مع الناس.
والسؤال هنا أليس من الممكن أن تتفق جميع الوكالات على إرجاء السياحة إلى انقضاء رمضان؟ حفاظاً على مشاعر الناس والإسهام في إكساب الشباب فرصة التزود من العبادة وتزكية النفوس فما الضير في ذلك؟ كوننا لم نشاهد السياح منذ أربع سنوات مضت نظراً للأزمة التي تمر البلاد، ومن ثم أليس من الممكن وضع شروط فيها من العفة والخلق والالتزام بالتقاليد والأعراف وعدم خدش الحياء العام كما كان في السابق؟.
السياحة أغلب ما فيها سوء فهناك حديث ـ وإن كان يفتقر إلى توثيق ـ عن تسميم الأرض والنبات والحيوان وغرس المعالم والشواهد التي تدعي بأحقية سقطرى لليهود؛ فضلاً عن العري والفحش وإذلال المرافقين حيث يتعمد السائح التعامل مع الرفقاء على أنهم خدم فيكلفونهم بكل الأعمال الجليلة والقدرة دون أن يظهروا أي اعتراض أو تحفظ وإلا تقوم وكالات السياحة بطرده، وفوق ذلك يتعمد السواح إثارة غرائز الشباب وعواطفهم فلا يتحفظ السياح على أعمالهم وعاداتهم الخاصة ولاينبغي أن نثير حفظيه القارئ بذكرها كونها تخدش الحياء العام والكرامة والإنسانية فضلاً عن الدين.
وإذا كنا نتحدث عن رفقاء السياح فلابد من الإشارة إلى أن جلهم من الشباب والطائشين وضعاف الفقه في الدين والقيم والأعراف والتقاليد الإنسانية وأن همهم بدرجة أساسية الكسب المادي وترضية غرائزهم وإرضاء السائح دون اعتبار لأي بعد آخر.
ولا بد أيضا من الإشارة إلى أن السلطة الانتقالية القائمة على إدارة محافظة سقطرى حالياً لم تقم بأي دور يذكر بل تركت الحبل على الغارب للسواح ولوكالات السياحة تقرر ما تشاء؛ وحتى رجالات الدين لم تأخذ هذه القضية مجال اهتمامهم، وكذا رجالات الإعلام الاجتماعي والمرئي تغافلت عن الموضوع ماعدا إشارات بسيطة تكاد لا تذكر.