آخر الأخبار

عبد الكوري الجزيرة المنسية

الخميس, 15 أبريل, 2021

مع حلول شهر رمضان الفضيل هناك في أقصى الأراضي اليمنية والتي آثرت أن ترتبط بالنسيج اليمني على ما فيه من تجاهل ونسيان لأرضها وإنسانها ولو أنها لجأت لغيرها لربما ترعرعت في النعيم وسبحت مع أمواج الترف والغنى.
 
جزيرة عبد الكوري كان الأحرى أن تكون مديرية مستقلة كأقصى حد فهي لا تقل أهمية عن مديرية قلنسية ولا تتعداها حديبوه العاصمة الأم في الثروات والمعادن كثيرا.
 
كان الأحرى بحكومتنا أن تولي هذه الجزيرة اهتماما خاصا فتأخذ حصتها من محافظة سقطرى؛ حصة تتساوى مع الحصص التي تمنح لمديرتي قلنسية وحديبوه وهاتين المديريتين وإن كانتا لم تجدا ما يكفيهما فإن عبد الكوري لم تجد ما يبقيها على الحياة أو ما يسمح لأفرادها بأدنى متطلبات العيش فضلا عن الكماليات.
 
عن ماذا أحدثكم مما في هذه الجزيرة؟..عن الأرض أم عن الإنسان؟.. ومن أي مجال أبداء حديثي من الصحة أم من التعليم أو الغذاء والتجارة؟.. كل هذه الأشياء الضرورية وغيرها تكاد تكون منعدمة والبعض منها منعدم تمام الانعدام.
 
كل ما استطاعت الحكومة تقديمه لهذه الجزيرة المنكوبة لا تكاد تراه العين وليست لأنها منطقة جاحدة بل لأن الحكومة اليمنية وكل من يتبعها من الدول الداعمة لا تزور عبد الكوري ولا تسمع عنها ولا تحتل تفكيرها إلا عندما تطلق فزعات إعلامية ونداءات استغاثة عند حلول الكوارث والنكبات والجزيرة في واقع الأمر منكوبة على امتداد الزمن وليت أن الحكومة تقوم حين الكوارث بالواجب وتنجد الناس والبيئة والثروة ليت ولكن لا تنفع ليت فجل ما تقدمه جملة من الوعود الضخمة كعادتها في كل بلد ومن ثم تنسى كل شيء فور عودتها، فكل ما توارى عن العين راح من القلب على حد تعبير المثل الشعبي السقطرى.
 
أوفدت الحكومة مشكورة معسكرا صغيرا لا يتجاوز عدد أفراده الفعليين عشرين فرداً، وكثير من القادة العسكريين يمنح عساكره المكلفين بالخدمة هناك إجازات مفتوحة حتى يغتنم شيئا من مخصصاتهم الغذائية وشيئا من مستحقاتهم المالية، كما لا يتجاوز مكوث القائد في عبد الكوري بضعة أشهر ليعود بعدها إلى موطنه يمشي على أطراف الأصابع من الترف والغنى.
 
في عبد الكوري لا طرق معبدة ولا شبكة اتصال ولم تستطع الحكومة تكليف تاجر واحد على الأقل بتوفير المتطلبات الأساسية، ولا تعليم هناك ولا صحة وحتى المياه الصالحة للشرب لا تسد حاجة المواطن وليست هناك مواصلات ولا طيران.
 
حاليا ومع تفشي فيروس كورنا توافدت كثير من الأسر على سقطرى للعلاج فاكتظ المشفى السعودي والإماراتي بهم.
 
يعد من وصل من هؤلاء الناس إلى سقطرى من المحظوظين فالرحلة بالنسبة لهم إلى سقطرى منحة وسياحة لا تتوافر لكل الناس حيث أن جل المواطنين لا يجدون رحلة بحرية تقلهم من عبد الكوري إلى سقطرى أو العكس إلا نادرا، فهم ينتظرون إلى حين وصول أحد المترفين من الباحثين أو السواحل كي يتمكنوا من الركوب معه، و يرفض البعض نقلهم، ومن الصعوبة أن يتمكن أهالي الجزيرة من استئجار عبري أو طراد يقلهم من وإلى الجزيرة كون الإيجارات تتجاوز المليون ريال للرحلة الواحدة.
 
ختاما: نداء استغاثة نطلقه لكل مستطيع على نجدة هؤلاء المغلوبين على أمرهم في مثل هذه الأيام الفاضلة قبل حلول موسم الرياح، وقبل تفشي وازدياد الأزمات المتراكمة في التموين الغذائي والعلاجي في سقطرى وانغلاق المنافذ البحرية.