آخر الأخبار

الموت زائر مستمر في اليمن

الإثنين, 08 فبراير, 2021

في زمن لا يُعرفُ فيه سوى الموت زائرا مستمرًا وضيفًا ثقيلًا على هذا الإنسان، ولا يُسمع فيه سوى الأنين يزداد بين حين وآخر، ولا يشم غير رائحة البارود التي تعج بالمكان  حيثما حل الإنسان أو رحل وأينما كان اتجاهه يجد الوجع يلتقيه من كل حدب وصوب محاولًا إيقاعه.

في زمن الحرب التي أحالت الكثير إلى عظم نحيل يشكو الهشاشة والذبول وإلى أجساد هالكة وعقول عزفت عن  التفكير في غير كيفية  الحصول على مقومات الحياة، هنا وبين هذا كله  يعيش المواطن اليمني الذي تكالبت عليه الظروف وكشرت أنيابها أمام ناظريه، يحمل أحلامه الثكلى التي تغدو في كل مرة بعيدة المنال أكثر وأكثر، تلك الأحلام التي يحملهامعه منذ صغره فصاعدًا يحملها بينه وبين ذاته يغذيها بدعواته الله ليل نهار أن تتحقق، يتعب في حملها كثيرًا ويظل ينتظر الفرج من رؤوف رحيم، يبحث لها عن مكان خصب لتولد فيه ويراها أمام عينيه بجمالها الذي لطالما حلم أن يراه ولو من بعيد.

 كبر كثيرًا هذا الإنسان الذي يعيش في هذه البلدة المرهقة لأهلها المتعبة لهم، كبر كثيرًا وهو يعلق الآمال على كل جديد يصعد الحكم، ويمتلك القرار الذي من خلاله سوف يُحكم على هذا المواطن في أن يكون شيقًا أم سعيدا، يزوره الأمل عندما يسمع الخطبات الجديدة للقادة الجدد الذين يصعدون المناصب على أنهم هم من سيحملون هم هذه البلدة حسب قولهم، تلك الخطابات عادة ما تأتي بالكلام المعسول الذي يجعل هذا الإنسان يصدر الأفراح وينفث الوجع مستعدًا لاستقبال أحلامه التي يراها في خطاب ذلك الوجه الجديد الذي جاء  ليكمل  مشوار السابقين له لا أكثر، فمن أول خطاب يلقيه على الناس ومن صعوده ذلك المنبر سرعان ما يصاب بداء العدوى من السابقين له لينهج نهجهم بعد ذلك ولم يعد يحمل هم البلاد من بعد ذلك الخطاب؛ بل البلاد هي من تصبح وهي تحمل همه وإهماله لها فيكونان كالأم الحنون والولد العاق، هي تحن عليه وتنصحه في النظر بعين الرحمة لإخوانه الصغار وهو يتكبر عليها ويعلن غضبه ونفوره على الجميع ولا يرى في الدنيا غير ذاته وحسب.

هذه هي حياة الإنسان اليمني يقضيها بالتنقل من كفاح إلى كفاح آخر أكبر وجعًا وأكثر مرارة، من انتظار لآخر يظهر أنه أكثر قساوة من سابقه، من أمل ماض إلى أمل ما يزال قيد الانتظار ، يكابد الحياة القاسية يتجرع مرارتها أقداحًا ويذوق من العناء والويلات الكبار ما لا يقوى أحد على حمل ذلك أبدًا.

أكثر من ست سنوات في الحرب قضاها ويقضيها المواطن اليمني وعلى رغم مما قدمت له هذه الحرب اللعينة من أتعاب وأوجاع إلا أنه ما يزال يحلم ويحتضن أحلامه التي لم تتحقق بعد، الأحلام التي تبدو بعيدة المنال كلما تقدم به الزمن.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024