آخر الأخبار

قرية "العميان" في محافظة لحج..كفاح رغم انعدام البصر

يشكو سكان القرية عدم توظيف المؤهلين وغياب الجهات المعنية والمنظمات

يشكو سكان القرية عدم توظيف المؤهلين وغياب الجهات المعنية والمنظمات

المهرية نت - محي الدين السروري
الإثنين, 18 يناير, 2021 - 07:55 مساءً

في قرية بير الكدمة بضواحي مديرية تبن في محافظة لحج يعاني عدد من السكان من فقدان البصر وهو الأمر الذي جعل العامة يطلقون عليها مسمى قرية (العميان) في إشارة لوضع ساكنيها حيث يعش 25 فرداً من أصل 200 نسمة من سكان القرية ضمن فئة المكفوفين بسبب إعاقة فقدان البصر.

 

ويعيش السكان أوضاعاً إنسانية صعبة، كما يعتمد المكفوفون على أنفسهم في العمل والإنتاج من خلال العمل في الزراعة أو تربية الثروة الحيوانية، ويرجع مختصون إصابة السكان بالعمى إلى التزاوج والاختلاط الأسري.

 

يبلغ سن أكبر كفيف في القرية 90 عاماً، وأصغرهم14 عاما بعد وفاة أصغر كفيف في القرية قبل عامين حيث توفى بعد ولادته بعامين.

 

لم يستسلم البعض من سكان قرية بير الكدمة للظروف التي يواجهونها بسبب الإعاقة حيث شهدت المنطقة في العامين الماضيين تخرج أربعة من مكفوفيها من الجامعة بدرجة بكالوريوس منهم اثنان ف قسم اللغة العربية بكلية التربية صبر، وآخران من قسم علم الاجتماع بكلية الآداب؛ لكنهم جميعهم لم يتحصلوا على التوظيف ويعملون متطوعين لتعليم الكفيفين في جمعية المكفوفين بمحافظة لحج.

في هذا السياق يقول صالح القزيعي لموقع "المهرية نت" إنه التحق مبكراً بسن التعليم رغم الظروف التي واجهها مع أقرانه المكفوفين في قريته من حيث عدم اهتمام الجهات المعنية.

 

ويضيف: بذلت قصارى جهدي لتغيير الواقع وإظهار أن الكفيف يستطيع أن يقوم بدوره المجتمعي أسوة ببقية شرائح المجتمع حيث التحق بقسم اللغة العربية في كلية التربية بصبر في العام2018، ويعمل حاليا معلما متطوعا في جمعية المكفوفين بلحج التي ساهم وجودها في العام2001 في توجه الكثير من سكان قرية المكفوفين للتعليم في الجمعية.

 

وتابع صالح حديثه أن أكثر الصعوبات التي يواجهها الجامعيون من القرية هي عدم التوظيف وعدم تخصيص مقاعد وظيفية لهذه الفئة ولذا حتى الأربعة الذين تخرجوا من الجامعة يعملون تطوعاً في التعليم رغم حاجتهم الماسة للوظيفة مع تنامي متطلبات الحياة.

 

ويظل الغالبية من سكان هذه القرية يعملون في تربية الحيوانات وطحن الحناء وبيعه، وفي هذا يعمل أحمد صالح الذي يقول إنه يعمل في هاتين المهنتين من أجل توفير لقمة العيش له ولبقية أفراد أسرته منذ أكثر من 15 سنه.

 

وأشار إلى أن هناك من يتعامل معه من المناطق المجاورة، حيث يأخذ منه ويبيع له في السوق، البعض يأخذ أجرة نقل الحيوان أو الحناء له والبعض يرفض تعاوناً منه، ويضيف أحمد: "العمل يسير بشكل طبيعي وفقدي للبصر لم يقعدني في منزلي، فأنا أخرج يومياً للحقل لتفقد زراعتي ثم أعود لمتابعة عمل طحن الحناء وبيعه للزبائن الذين يتعاملون معي.

ويشكوا سكان قرية العميان بمديرية تبن في محافظة لحج من إهمال المنظمات الإنسانية لمعاناتهم وهم من أشد الفئات حاجة للمساعدة في المجتمع حيث أشاروا أن المنظمات تأتي إليهم مرة واحدة ثم لاتعود أو تأتي إليهم في رمضان فقط وهذا لايجعلهم سواسية مع القرى الأقل معاناة منهم والذي يحصلون على اهتمام ودعم متواصل من المنظمات الإنسانية.

 

ويوضح سعد طويحر أحد سكان القرية أنه كلما وصلت منظمة للقرية وتحدث معها السكان عن احتياجاتهم أعطت الوعود بالعودة وانصرفت، أو تصل مرة واحدة جمعيات أو فاعلو خير لتوزيع الزكاة في شهر رمضان فقط وتظل المعاناة لسكان القرية على مدار العام لغياب النظر إليها من الجميع.


تعليقات
square-white المزيد في محلي