آخر الأخبار

إعصار "جاتي" يكشف زيف المساعدات الوهمية المقدمة من الإمارات لجزيرة سقطرى

السيول تقطع طرقات في حديبو

السيول تقطع طرقات في حديبو

المهرية نت - سقطرى_ تقرير خاص
الثلاثاء, 24 نوفمبر, 2020 - 08:57 صباحاً

أصبحت جزيرة  سقطرى تعيش وضعاً بيئياً صعباً بسبب عاصفة جاتي التي ضربتها، ولم تكن دولة الإمارات تكترث لخبر الكارثة البيئية التي عصفت بالجزيرة أو إيلائها أي اهتمام إنساني بقدر اهتمامها بالجوانب السياسية والحصار التي تفرضه على الأرخبيل.

 

فأهالي عاصمة المحافظة حديبوه نزحوا إلى الجبال، تاركين منازلهم وراءهم، ومعها تركوا مشاريع وهمية لطالما تغنت بها دولة الإمارات تحت برنامج (الهلال الاحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة) وعزفت على مشاعرهم لسنين طويلة لتقوم باستنزاف آليات البناء والشق الخاصة بالسلطة المحلية لتضعها أمام مجرى السيول التي أغرقتها.

 

شعر أبناء الجزيرة هنا بحاجتهم لدور الدولة الحقيقي عبر مؤسساتها، وفاض شعور أغلب المواطنين بعد التوجيهات الهامة التي استشعرها في وقت مبكر للخطر البيئي المحدق بالجزيرة عبر بروز المسؤولية والتوجيهات الصادرة من محافظ سقطرى رمزي محروس والذي وجه جميع  مدراء المديريات، بتشكيل لجان طوارئ لمواجهة العاصفة المدارية ومتابعته للأحداث الجارية أولاً بأول.

 

بين نقيضين أصبح أبناء الجزيرة يصفون حالهم، فـ"جاتي" الذي لم تذهب آثاره بعد تركه أضرارا في عدد من المنازل من سكان الجزيرة والتي لم تعلن عنها أو تلتفت لها الإمارات في ظل استمرار الرياح الشديدة على الجزيرة وانقطاع طرقات المحافظة عن بعضها البعض بسبب السيول.

 

 

تدمير البنية التحتية

 

يصف علي السقطري، أحد أبناء الجزيرة لـ"المهرية نت" المشهد، قائلاً: تبنت الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فتح مكتب الإعمار لتنمية اليمن إلا أن أبناء الجزيرة لم يلتمسوا أثراً من حزمة المشاريع التنموية التي تم الإعلان عنها في 2018 واستبشر الأهالي خيرا إلا أن الأهالي والسكان انصدموا بواقع سيطرة المجلس الانتقالي العسكري على الجزيرة والمدعوم إماراتياً ليحدث بدل الإعلام عملية تشوية التنمية بمفهومها في الجزيرة.

 

وأفاد: انصدم أهالي جزيرة سقطرى من قيام دولة الإمارات بإيقاف عجلة التنمية في الجزيرة وتوقف عملية تأهيل المدارس والمساجد وتم اقتصار العملية على تغيير البويات بالرنج (الطلاء) ودفع المبالغ لمقاوليين دون أية معايير لشروط الدراسات والتكاليف المالية لهذه المشاريع وبلافتة خيرية الهلال الاحمر الاماراتي أو مؤسسة خليفة. 

 

وأضاف: ليس هذا فقط فلم تسلم الجزيرة من تدمير مقوماتها والآليات التنموية الخاصة بها وهو ما أثبته "جاتي" حيث قام المجلس الانتقالي بترك معدات البناء كالبوكلين والجرافات أمام مجرى السيول وتركت عرضة للخراب والدمار وهي مقدرات أبناء الجزيرة من الحكومة اليمنية وليس مقدمة من أي دولة أخرى.

 

عجز التحالف

 

وتساءل السقطري، قائلاً: بدلاً من قيام التحالف بمساعدة السكان من العاصفة وجه بإخراج الآليات الخاصة بجزيرة سقطرى من مكتب الإعمار بسرهين والذي اعترف فيها التحالف أنها آليات تتبع السلطة المحلية والجميع يدرك وتركها عرضة لتدمير بعد وضعها في مجرى السيول بالجزيرة.

 

وقال: يحز في النفس أن يقوم المجلس الانتقالي بإهدار هذه الآليات وتترك عرضة للخراب والدمار وهي مقدرات جزيرة سقطرى التي لا تعوض وهنا نتساءل من المخول بإخراج هذه الآليات.. وما هي الإجراءات التي اتخذها المخول حيال سقوط بوكلين الاعمار في المياه القريبة من البحر وتركه غارقاً تحت الماء دون محاولة أو عملية إنقاذ واحدة وهل مكتب الإعمار عاجز عن انقاذ هذه الآليات التي وضعت في مجرى السيول حتى لا يتعرض للتلف.

 

وتابع قائلاً: لماذا يصر المجلس الانتقالي متعمداً لإتلاف معدات وآليات الخاصة السلطة المحلية كما هو الحال في حادثة كرين الميناء قبل سنوات تم إغراقه في البحر بسبق الإصرار والترصد.

 

 

آثار جاتي

 

وأكد عدد من المواطنين السقطريين أن إعصار جاتي تسبب بتضرر منازل من أهالي أرخبيل سقطرى ونزوح عشرات الأسر إلى أعالي الجبال، خوفاً من تدفق مزيد من سيول الأمطار، وحدوث كارثة طبيعية جراء الإعصار ويتكرر المشهد في كل مرة بالرغم من وجود الهلال الاحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة ومكتب إعمار اليمن منذ سنوات لكن لا جديد حول بناء مشاريع هنا في سقطرى.

 

بالإضافة لذلك، تسببت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة بأضرار في الطرق والمنازل وشبكات المياه، ونفوق بعض الحيوانات وأدت السيول إلى قطع عدد من الطرق، وأعاقت حركة المرور فيها بالإضافة لغرق آليات خاصة بالسلطة المحلية وضعتها الإدارة الذاتية أمام مجرى السيول دون الاكتراث لمصير غرقها .

 

ويؤكد المهندس نبيل عبود، باحث في مجال الموارد المائية وأحوال الطقس أن آثار جاتي لن تتوقف حتى نهاية الأسبوع القادم وأن البرد الشديد سيستمر حتى نهاية الاسبوع الجاري وان حركة السحب المصاحبة للاعصار المداري جاتي يبين ابتعاد الاعصار عن سقطرى وتوجه مركزه غربا نحو السواحل الصومالية.

 

وأضاف أن مدى امتداد دائرة التأثير  المباشر و غير المباشر لسحب الإعصار  وبداية وصول بعضا منها فوق سماء الاراضي اليمنية الجنوبية  الامر الذي سيكون له تأثير ملموس ابتداء من اليوم الاثنين في التحسن التدريجي لدرجة الحرارة الصغرى وخاصة على مرتفعات اليمن  بنحو 3- 5  درجات حتى نهاية الاسبوع الحالي.

 

السيطرة الكاملة

 

من جانبه يقول محسن المنهالي، مواطن، لـ"المهرية نت": لم نعد نعرف ما هو دور المجلس الانتقالي في المحافظة، أصبح دوره متمثل في تقطيع أسلاك الكهرباء على المواطنين وفرض مبالغ خيالية عليهم بالإضافة إلى فتح مكاتب عمالة من أجل الضرائب وعزل المحافظة عن بقية المحافظات اليمنية وكذلك الاستيلاء على ضرائب المحافظة وقطع المرتبات على الموظفين المدنيين والعسكريين والأمنيين وسرقة ما تبقى من أسلحة الألوية.

 

وقال: نخشى أن تتحول الجزيرة من لؤلؤة المحيط إلى منطقة عسكرية جافة ذات نفوذ إماراتي خالص بعد وهم وزيف ما يروج له التحالف من إعادة الإعمار وتقديم المساعدات وما تبين الهدف منه هو السيطرة الكاملة على الجزيرة بحجة إنقاذ الجزيرة من العواصف.


كلمات مفتاحية: حديبو سقطرى إعصار جاتي سيول
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية