آخر الأخبار
على كرسي متحرك وجسد هزيل .. كاتب فلسطيني مُسن يعيش المأساة والمرض في صنعاء

المعلم والكاتب الفلسطيني حسين البكري
الإثنين, 15 يونيو, 2020 - 10:31 صباحاً
يعيش المعلم والكاتب الفلسطيني حسين البكري المرض والمأساة، في أحد أزقة شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بعد مسيرة عطاء حافلة قدمها في المجال التربوي والكتابات الصحفية.
اختار بن قطاع غزة، المسن البكري الذي يعيش نهاية عقده السابع، الاستقرار في العاصمة اليمنية صنعاء منذ مطلع الثمانينيات، حيث تنقل في عدد من المدارس معلما متميزاً وكاتباً في الجريدة الرسمية بصحيفة الثورة وناقدا ثقافيا.
وقال مراسل "المهرية نت" في صنعاء:" المسن البكري لديه فقط ابنة وحيدة تزوجت من فلسطيني تاركة والدها يعيش واقع اليمنيين أنفسهم.. فمع تعطيل العملية التعليمية وانقطاع المرتبات انقطع مصدر دخله ما اضطره إلى اللجوء لفتح محل للألعاب، وكان يعمل فيه ليكسب قوت يومه ولإسعاد الأطفال الذي طالما قام بتعليمهم خلال الفترة الماضية.
هدية الحياة الوحيدة ابنته "مريم" التي طالما تغنى بها لم تعد بجانبه، أصيب بجلطة اقعدته في دكانه القريب من مبنى مؤسسة الثورة للصحافة بمنطقة الجراف بصنعاء.. يعيش وحيدا مقعداً وانتقل إلى غرفة في إحدى حارات الجراف ليسكن فيها وليقضي فيها بقية العمر".
لم يستطيع البكري الحديث إلا بقليل من الكلمات بالكاد أن تُفهم.. فغياب الرعاية وإصابته بالعديد من الأمراض لم تمكنه من الوقوف مجدداً.
يقول الإعلامي عبدالواحد البحري، أحد زملاء البكري لـ"المهرية نت": إن البكري يعيش حالياً في دكان لا يصلح للعيش لرجل في أواخر الستينيات، فهو ينام في فراش ملتصق بالأرضية في غرفة طول ثلاثة أمتار.. مقعد على كرسي متحرك للمعاقين.. وجهه مصفرا منهكا متعبا من الأمراض التي أحاطت بجسمه، ولا يكاد يحرك يديه إلا بصعوبة.
وأشار إلى أنه لا يوجد أحد من أهل البكري كي يعوله سوى شخص اسمه "محمد الزهيري " الذي يقوم بتفقده بين الفينة والأخرى ويعيش بالقرب منه.
فرشه المتهالك من الإسفنج على البلاط في غرفه بطول ثلاثة أمتار تقطع نصفها.. ستارة من القماش تواري فرشه المتهالك عن كرسيه الذي لا يعينه على الحركة، حيث لا يستطيع رفع جسمه من على الكرسي، أو يعدل رجليه كونه غير قادر على تحريكهما.
وتساءل البحري بحزن:" كيف انتهت بابن غزة رحلته في اليمن بهذا الشكل وهو الذي أفنى كل حياته في خدمة أبنائها وبدون كلام أو حركة.. نشاهد القامة التربوية والصحفية ينتظر الموت وحيد بطقوس خاصة وغير لائقة به".
