استنكر شيخ الأزهر بمصر أحمد الطيب، الأربعاء، مخطط تهجير فلسطينيي قطاع غزة من أجل إقامة منتجع سياحي على "أشلاء الشهداء"، داعيا إلى رفض إسلامي لهذا المخطط.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الطيب بمؤتمر "الحوار الإسلامي -الإسلامي" في العاصمة البحرينية المنامة.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإقامة منتجعات سياحية بغزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.

ويعقد المؤتمر وفق بيان للأزهر على مدار يومين برعاية العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، ‏وينظِّمه الأزهر، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، ومجلس حكماء المسلمين.

في كلمته بافتتاح المؤتمر، قال شيخ الأزهر إن المؤتمر ينعقد في "ظروف تقف فيها أمة الإسلام على مفترق طرق وريح عمياء عاتية تكاد تعصف بحضارة 15 قرنا من الزمان وتقتلعها من الجذور".

وأضاف: "فلسطين بوصلة الأمة الهادية وقضيتها الكبرى تقفُ شاهد صدق على ضرورة اتحاد تعاوني يدافع عن حقوق هذه الأمة، وقد بلغت المؤامرة ضد أبنائها، بل ضد الأمة كلها حد السعي إلى تهجير أبنائها في غزة من ديارهم، والاستيلاء على أرضهم".

وثمّن شيخ الأزهر الموقف العربي والإسلامي الرافض لهذه المخططات.

وقال: "كان من لطف الله أن دفع أمتنا العربية والإسلامية شعوبا وقيادات، إلى موقف موحد ومشرف، يرفض هذا الظلم البين، والعدوان على أهل أرض مباركة، وسيادة دول مسلمة مجاورة، وهو موقف مشجع يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي".

** دعوة لتضامن إسلامي

وحذّر الطيب، من خطورة الانقسامات داخل الأمة الإسلامية.

ولفت إلى أن "التاريخ يحدثنا بأن أمتنا الإسلامية لم تجن من الفرقة والتشرذم وتدخل بعض دولها في الشؤون الداخلية لبعضِها الآخر (...) إلا فرقة ونزاعا وصراعا أسلَمَها إلى ضعف وتراجع أطمع الغير فينا وجرأه علينا".

وأضاف: "حتى رأينا وسمعنا من يُطالبنا بتهجير شعب عريق وترحيله من وطنه ليُقيم على أرضه منتجعا سياحيا على أشلاء الجثث وأجساد الشهداء".

وتابع: "بالتأكيد تتفقون معي في أنه آن الأوانُ لتضامن عربي إسلامي أخوي خال من كل هذه المظاهر إذا ما أردنا الخير لبلادنا ولمستقبل أمتنا".

وتوجَّه شيخ الأزهر، خلال كلمته التي حضرها ملك البحرين، بالدعاء إلى الله تعالى أن "يوفق قادة العرب في قمتهم العربية المُرتقبة في مصر، وفي السعودية، وأنْ يجمع كلمتهم ويُوحِّد شملهم".

ويشارك في مؤتمر "الحوار الإسلامي-الإسلامي" أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين بالقضية الفلسطينية من مختلف أنحاء العالم.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروّج ترامب، لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وتعمل مصر على بلورة وطرح خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير.