آخر الأخبار

شابة يمنية تروي قصص وطنها الجريح عبر الأفلام القصيرة

مريم الذبحاني

مريم الذبحاني

المهرية نت - متابعات
الجمعة, 03 سبتمبر, 2021 - 09:47 صباحاً

مر عقد من الزمن منذ دخلت اليمنية مريم الذبحاني عالم صناعة الأفلام الوثائقية، لمعالجة القضايا المهمة التي يشهدها بلدها الجريح، خاصة بعدما مزقته الحرب على مدار أكثر من ست سنوات.

 

ومريم التي تبلغ من العمر ثلاثين عاما، صحفية وصانعة أفلام، تابعت شغفها في مجال الإعلام لأول مرة خلال الانتفاضات التي شهدتها بلدان عربية، ومن بينها اليمن، في عام 2011.

 

وشاركت مريم في تأسيس شركة إنتاج إعلامي، وتم عرض أفلامها عالمياً في مهرجانات بعدة دول، وقد نجحت في الحصول على شهادة بكالوريوس صحافة وتواصل استراتيجي، ودبلوم دراسات عليا في تطبيقات المتاحف والمعارض، وتستخدم حاليا الواقع الافتراضي لتسليط الضوء على قصص من اليمن.

 

وقالت مريم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «بدأتُ صناعة الأفلام في عام 2011، حيث كان لدي شغف دائم بالسرد القصصي المرئي والمسموع».

 

وأضافت أن لديها قناعة تامة بأن الأفلام من أقوى الطرق لإيصال رسائل مجتمعية ذات تأثير قوي، بهدف تغيير السلوك، وهو الأمر الذي جعلها تحترف هذا المجال الحيوي، و«الأفلام أيضا وسيلة للتشافي ولمعالجة قضايا إنسانية، تاريخية، فلسفية حياتية، أو ترفيهية».

 

وتحظى مشاهدة الأفلام، سواء الوثائقية أو الدرامية، في اليمن، باهتمام ومتابعة اليمنيين، وخاصة تلك التي تلامس قضايا وهموم المواطن، والتي تقدم أيضا صورا إيجابية عن اليمن.

 

وخلال فترة الحرب، برزت في اليمن ظواهر ومشاكل عديدة يعاني منها كثير من سكانها، مثل البطالة والفقر، وحتى المجاعة...

 

وفي ظل هذه الظروف، تناولت مريم العديد من القضايا من خلال أفلامها، بما يشمل «التعامل مع صدمات الحرب وتبعاتها النفسية، وكذلك التعامل مع الخسارة ومعالجة ذكريات الفقدان والغربة»، على حد وصفها.

 

وحاولت مريم عبر أفلامها «أنسنة» اليمن واليمنيين من خلال التعامل مع الحرب الحالية كخلفية لا مهرب منها، لها علاقة بالحياة اليومية التي تستمر رغم جميع الصعوبات، وهو أمر يأتي «ضمن الحوافز النفسية التي ينبغي اتباعها كي لا يستسلم السكان أو يصابون بالإحباط».

 

وتقول مريم: «أكثر المصنفات المتداولة عن اليمن واليمنيين في شريط الأخبار والإعلام الدولي عبارة عن وباء ومجاعة وموت... في الحقيقة نحن لا نقل بشرية عن العالم. لدينا أحلام وطموحات وحياة. نحن نمر بظروف سيئة وسنتغلب عليها، مثلنا مثل باقي الشعوب».

 

وتشعر مريم بالسعادة والرضا، كونها استطاعت أن تشق طريقها الإعلامي بنجاح في بلد تعاني فيه النساء من عوائق لا تحصى، وقد نالت جوائز عدة، عن فيلميها «مجرد ذكرى»، و«في المنتصف».

 

وتشمل هذه الجوائز، جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أجيال السينمائي بالعاصمة القطرية الدوحة، وجائزة أفضل فيلم وثائقي من مهرجان فورت مايرز بيتش السينمائي الدولي بالولايات المتحدة، وجائزة الحكام الخاصة لأفضل فيلم وثائقي بمهرجان السينما للجميع في مصر، وجائزة أفضل مخرج صاعد بمهرجان الفيلم العربي في تورنتو بكندا.

 

وفي بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، تصبح الحياة مليئة بالعوائق والصعوبات، خصوصا التدهور الشديد في الخدمات الأساسية.

 

وحول الصعوبات التي واجهتها مريم في مشوار صناعة الأفلام، توضح المخرجة والصحفية اليمنية لـ «د.ب.أ» أنها «واجهت صعوبات كثيرة، يصعب حصرها، وأبرزها عدم القدرة على التنقل بحرية، أو التصوير بدون مخاطر، وعدم توفر العدة المناسبة للتصوير، والافتقار للدعم المادي ولفريق العمل الاحترافي بمعايير دولية».

 

وشكت مريم من غياب التأمين على الحياة، لرفض جميع الجهات دعم العمل في منطقة نزاع.

 

وحول خططها للمستقبل، تقول مريم: «كل فيلم يختلف في احتياجاته والوقت الذي يأخذه ليكتمل... حاليا أعمل على فيلمين وثائقيين، في مرحلة الإنتاج، وما بعد الإنتاج».

 

وأوضحت: «كما أعمل بالتعاون مع عدة منظمات محلية ودولية، في تدريب وإرشاد صناع أفلام في اليمن وفي الخارج».

 

وقد خلفت الحرب في اليمن آثارا ضخمة على جميع مجالات الحياة، وبالطبع على مجال الإنتاج الإعلامي والدرامي.

 

وعن واقع صناعة الأفلام في اليمن، تقول مريم: «لا نزال في البداية، وفي الفترة الأخيرة هناك توجه ودعم من قبل منظمات محلية ودولية لتدريب وتأهيل صناع الأفلام الصاعدين في اليمن».

 

وأضافت: «الشغف هو دافعهم الأول والأقوى، ولكن لا بد من وجود قدرة على استخدام الفن كوسيلة لتوفير لقمة العيش، أيضا، كي يستمر».

 

وتوجهت مريم برسالة عبر «د. ب. أ» لليمنيين، قالت فيها: «رسالتي هي عدم التفريط في أهمية التنوع والاختلاف، مهما صعبت الأوضاع، فالتفرقة من أي نوع كان، سواء عرقية، أو دينية، أو فردية، أو غيرها، هي من أكثر السموم فتكا بالمجتمعات».

 

وأضافت: «الاختلاف سنة من سنن الحياة، والتعايش مطلب ومبتغى كي نتخطى المحن التي نمر فيها يدا بيد». 

المصدر : د. ب. أ 


كلمات مفتاحية: مريم الذبحاني أفلام


تعليقات
square-white المزيد في ثقافة وفنون