آخر الأخبار
خبراء ألمان: أسعار النفط وحرب اليمن يحولان أحلام بن سلمان إلى سراب في الصحراء
صورة بن سلمان في ملصق لـ"رؤية 2030) في جدة
الجمعة, 08 مايو, 2020 - 12:11 صباحاً
يرى عدد من المراقبين الألمان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى بقوة لتعزيز قبضته على الحكم، غير أن فيروس كورونا والانهيار التاريخي لأسعار النفط علاوة على الحرب في اليمن تهدد بتبخر هذه الأحلام في سراب الصحراء.
وقال الخبراء إن بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده، رسم طموحات كبرى تسعى لإعطاء وجه آخر للسعودية، مختلف تماما عما ألفه العالم، بشكل يتجاوز الصورة النمطية التي تختزل المملكة في برميل النفط وفي التطرف الوهابي.
وأشاروا إلى أن بن سلمان يحلم بجعل بلاده مركزا للتكنولوجية المتقدمة في الشرق الأوسط، بشكل ينقلها إلى عالم ما بعد النفط عبر"رؤية 2030"التي قدمها للعالم في أبريل / نيسان 2016، غير أن الرياح لا تجري دائما بما تشتهيه السفن.
وأضافوا أربع سنوات بعد ذلك يجد الأمير الشاب نفسه أمام ما يشبه أضغاث أحلام. فقد انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، فبدلا من بناء اقتصاد رقمي كما كان مخططا، وجد نفسه أمام خلل تاريخي في الميزانية العامة، بعد الانهيار غير المسبوق لأسعار النفط في سياق انتشار جائحة فيرونا المستجد وعدد من التحديات الداخلية التي لها علاقة بشرعية الحكم وبتوافقات الأسرة الحاكمة.
وخصصت الصحافة الألمانية خلال الأيام القليلة الماضية عددا من التقارير التحليلية بمناسبة أحداث كانت المملكة طرفا أساسيا فيها، كحرب أسعار النفط مع روسيا وتراجع أسعار النفط العالمية وانهيار بورصة الرياض. إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا والغضب الدولي المتزايد من الحرب في اليمن.
ورأى خبراء ألمان أن الأوضاع المالية الصعبة للمملكة والانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان فيها والاحتقان داخل الأسرة الحاكمة تجعل "رؤية 2030" لولي العهد محمد بن سلمان تبدو كسراب في الصحراء.
وكتبا المحللان في شؤون الشرق الأوسط كريستيان بومه وتوماس زايبرت بهذا الشأن في صحيفة "تاغس شبيغل" الصادرة في برلين (فاتح مايو/ أيار 2020): "رؤية 2030" تجاوزت طموحاتها الخيال، وتمويلها يسبب الدوران حتى داخل المملكة الثرية، فمدينة "نيوم" التكنولوجية لوحدها ستكلف ما لا يقل عن 500 مليار دولار، جزء من هذه الأموال كان سيأتي من الاكتتاب الأولي لشركة أرامكو المملوكة للدولة".
وخلص الكاتبان إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية تجعل هذا "المشروع الفرعوني" بعيد المنال.
وربطت الصحف الألمانية بين انهيار السوق المالية السعودية وتداعيات ذلك على الاقتصاد الفعلي، وذكرت أن المشاريع الاستثمارية الضخمة تحولت في الوقت الراهن إلى سراب وكأن أبراج السماء توافقت ضد الأمير الشاب محمد بن سلمان. جائحة كورونا عمقت أزمة سوق النفط التي كانت مضطربة أصلا، خاصة بعد حرب الأسعار التي أطلق شرارتها بن سلمان ضد روسيا وأثارت غضب الشريك الأمريكي.
وتحت عنوان "الأمير الذي لا يلين" كتب مارتن غيهلين مراسل "تسايت أونلاين" في تونس في (30 أبريل / نيسان 2020) "من ناحية، يشل وباء كورونا البلاد ما يفاقم عجز الميزانية، في الوقت نفسه، تواجه الرياض أزمة متعددة الأوجه منها أزمات أشعلتها بنفسها كما هو الحال بشأن لعبة البوكر في أسعار النفط، والخلاف مع ترامب وبوتين، إضافة إلى الحرب في اليمن والصراع المستمر مع إيران" وأسواء من كل هذا ـ يضيف غيهلين ـ هو "القمع السياسي الداخلي والصراع غير المسبوق على السلطة داخل الأسرة الحاكمة.
وتابع "كل هذا من شأنه أن يعرض "رؤية 2030" أهم مشروع لولي العهد للخطر".
يذكر أن صندوق النقد الدولي توقع انكماشا في الاقتصاد السعودي بنسبة 2.3 في المائة خلال العام الجاري.